المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، قائد قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده مهدّدا اسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في ايران أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 1 تموز 2024. ويظهر حاجي زاده خلال لقائه عددا من عوائل شهداء غزة. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد تظهر قائد قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده متكلما. وقد تكثف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية: "أول تهديد رسمي ايراني. تهديد علني. حاجي زاده: كونوا مستعدين لإخبار الصهاينة ما هي عقوبة سفك دم ضيف في منزلنا".
جاء تداول الفيديو في وقت شاركت حشود ضخمة في مراسم تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صباح اليوم الخميس 1 آب 2024 في طهران وسط دعوات إلى الانتقام، غداة اغتياله في إيران بغارة نسبت إلى إسرائيل، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وفي جامعة طهران، أمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المصلّين في جنازة هنية الذي سيدفن الجمعة في قطر. وتجمع حشد من المشيعين يحملون صور هنية وأعلاما فلسطينية في جامعة طهران بوسط العاصمة.
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي الإيراني نعشَي هنية وحارسه الذي قتل بالغارة أيضا، مغطيَين بالعلم الفلسطيني خلال المراسم التي حضرها مسؤولون إيرانيون بارزون من بينهم الرئيس مسعود بزشكيان وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف إن إيران "ستنفّذ بالتأكيد أمر المرشد الأعلى" بالانتقام لهنية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماءهم، أن خامنئي أعطى خلال اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي صباح الأربعاء الأمر بضرب إسرائيل بشكل مباشر ردا على اغتيال هنية.
كذلك أوردت الوكالة الفرنسية ان المجموعات المنضوية في إطار ما يعرف ب"محور المقاومة" تستعد لرد منسّق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد حركة حماس وحزب الله، وفق ما رجّح محللون، مع الحرص على عدم الانجرار الى مواجهة شاملة.
وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين لمجموعات موالية للجمهورية الإسلامية، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران الأربعاء، في سيناريوهات الردّ المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الفصيل اللبناني مطلّع على مضمون المباحثات.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لقائد قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عن المقطع يوصلنا اليه منشورافيحسابات في 1 تموز 2024، بينما عثرنا عليه وعلى مقتطفات أخرى من كلامحاجي زاده، في اطلالته تلك، مؤرشفةفي وكالة شبكة أخبار الطلاب الايرانية SNN.IR، في 1 تموز 2024، بعنوان: سردار حاجیزاده: منتظر فرصت «عملیات وعده صادق ۲» هستیم که تعداد موشکهای آن مشخص نیست، اي سردار حاجیزاده: ننتظر فرصة "عملية الوعد الحق 2" التي لا يُعرف عدد صواريخها.
وكتبت الوكالة مع المقطع: "قائد القوة الجوية للحرس الثوري في حضور عدد من عوائل شهداء غزة: في العملية ضد طائرة المعتدي الأميركي في الخليج الفارسي، أسقطنا طائرة غلوبال هوك بصاروخ. وفي العملية الثانية ضد أميركا، أطلقنا 13 صاروخاً على عين الأسد. وأطلقنا 300 صاروخ في العملية الثالثة، الوعد الصادق. ونتمنى أن تتاح لنا فرصة تنفيذ "عملية الوعد الصادق 2"، التي لا أعرف عدد الصواريخ التي يجب اطلاقها خلالها أن تكون عليها".
كذلك، أمكن العثور على مقتطفات من كلام حاجي زاده مؤرشفة في MEMRI TV، في التاريخ ذاته، بالتفاصيل ذاتها.
وقد نقلت العديد من الوكالات والمواقعالاخباريةالايرانيةكلام حاجي زاده يومذاك امام عدد من عوائل شهداء غزة، ومما قال: "في العملية التي نفذناها ضد المقاتلة الأميركية المعتدية في الخليج الفارسي أسقطنا طائرة "غلوبال هوك "بصاروخ".
وأضاف، وفقا لما ذكرت وكالة "تسنيم" الايرانية: "في العملية الثانية التي نفذت ضد أميركا أطلقنا 13 صاروخاً صوب عين الأسد، وفي العملية الثالثة (الوعد الصادق) أطلقنا 300 صاروخ، ونتمنى ان تحين الفرصة لتنفيذ عملية الوعد الصادق الثانية، والتي لا أعلم عدد الصواريخ التي يجب اطلاقها خلال هذه العملية" (الكلام ذاته في المقطع).
وتابع: "بكوني شخصا عسكريا ومطلعا وعمل 44- 45 عاما في هذا المجال، ويتفهم القضايا العسكرية جيدا، أقول ان عملية "طوفان الاقصى" ومقاومة الشعب الفلسطيني ستؤدي إلى النصر النهائي للشعب الفلسطيني".
واردف: "منذ نحو 9 أشهر ونحن نشاهد الجرائم التي يرتكبها مجرمو الكيان الصهيوني في فلسطين بدعم أميركي واوروبي، وكل يوم نشهد ارتكاب جرائم واسعة يقوم بها الاستكبار والكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الاعزل".
وأكد أن "هذه المشاهد مريرة جدا لجميع أبناء شعبنا ومسؤولينا ، وفي الوقت الذي نتمتع بالقوة، الا ان أيدينا مقيدة، ولسنا في وضع يسمح لنا باتخاذ إجراء مباشر ضد الكيان الصهيوني...".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر قائد قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده مهدّدا اسرائيل بعد اغتيال هنية في ايران اخيرا. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 1 تموز 2024. ويظهر حاجي زاده خلال لقائه عددا من عوائل شهداء غزة.