المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "انفجارا كبيرا هزّ العاصمة الإيرانية طهران" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 23 حزيران 2020. وقد التُقطت خلال قصف جوي لمواقع في حماه، وفقاً لما تم تداولها، والذي شمل ايضا دير الزور والسويداء في سوريا، ليل الثلثاء- الاربعاء 23- 24 حزيران 2020. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تظهر الصورة الليلية نارا تأججت في موقع ما. وقد تكثف التشارك فيها خلال اليومين الماضيين عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "انفجار كبير يهز العاصمة الايرانية طهران".
حقيقة الصورة
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
ووفقا لما كُتِب مع الصورة، فإنها تظهر "اندلاع نيران في أحد المواقع المستهدفة في حماه".
وذكرت تقارير ان "قصفا جويا، يُعتقد أنه إسرائيلي، استهدف مواقع في محافظات دير الزور والسويداء وحماه، مساء الثلثاء 23 حزيران 2020. وعند الساعة التاسعة والربع مساء أمس، تعرض للقصف موقعان في محافظتي دير الزور والسويداء، فيما تعرضت مواقع في مدينة حماه وسط البلاد لقصف آخر بعد منتصف الليل (الساعة الثانية عشرة والربع فجرًا).
وأفاد مراسل "عنب بلدي" في السويداء بأن عناصر تابعة للميليشيات الإيرانية أصيبت خلال استهداف موقع تل الصحن بريف السويداء. كذلك نقل أربعة جنود في جيش النظام إلى مشفى صلخد لتلقي العلاج.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين خلال الهجوم على السويداء، مشيرة إلى ان أهدافا جوية معادية آتية من شرق تدمر وشمال شرقها أطلقت صواريخ عدة في اتجاه بعض المواقع العسكرية في كباجب غرب دير الزور وفي منطقة السخنة.
وبعد منتصف الليل نقلت "سانا" عن مصدر عسكري إن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع عدة للجيش السوري في سلمية والصبورة بريف حماه".
كذلك نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) عن مصادر محلية في مدينة حماه إن انفجارا عنيفا وقع ليل الثلثاء- الاربعاء وسط المدينة قرب القلعة، وإن سحب الدخان وألسنة النيران اندلعت في تلك المنطقة.
وأضافت المصادر أن القوات الحكومية أغلقت عددا من الشوارع وسط المدينة، مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات في الريف الشرقي لحماه.
مخاوف من اشتعال الشرق الأوسط
جاء تداول الصورة في وقت تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
واتهمت الجمهورية الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
ووري هنية الثرى الجمعة في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعدما شارك آلاف في الصلاة عليه في العاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.
ولم تعلق الدولة العبرية على اغتيال هنية، لكنها تعهدت تدمير حماس بعد هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول على أراضيها، والذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر في قطاع غزة.
وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية الانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسِ" بإسرائيل، متهّماً إياها باغتيال "ضيفنا العزيز في بيتنا".
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على "مستوى عالٍ جدا" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "انفجارا كبيرا هزّ العاصمة الإيرانية طهران" أخيرا. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 23 حزيران 2020. وقد التُقطت خلال قصف جوي لمواقع في حماه، وفقاً لما تم تداولها، والذي شمل ايضا دير الزور والسويداء في سوريا، ليل الثلثاء- الاربعاء 23- 24 حزيران 2020.