المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلا أبناء إسماعيل هنية الذين ماتوا قبل 4 أشهر"، في اشارة الى ان اعلان مقتلهم يومذاك كان زائفاً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: صحيح أنّ الرجلين اللذين يظهر معهما إردوغان في الفيديو هما نجلا اسماعيل هنية، عبد السلام وهمّام هنية، وقد استقبلهما الجمعة 10 آب 2024، الا انه لم يُعلَن مقتلهما خلال الاشهر الماضية. فمن قُتِل في ضربة اسرائيلية في 10 نيسان 2024 هم ثلاثة ابناء آخرون لهنية، حازم وأمير ومحمد. FactChek#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد التي حملت شعار TRT Haber، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصافحا اشخاصا ومقبلا اياهم، قبل ان يجلس معهم. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "أردوغان يستقبل أبناء اسماعيل هنية الذين ماتوا قبل 4 شهور".
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى مصدره الاصلي، قناة TRT Haber التركية، التي نشرته في 10 آب 2024، في حسابها في اكس، بعنوان: "الرئيس إردوغان يستقبل أبناء الراحل إسماعيل هنية".
واضافت: "استقبل الرئيس إردوغان عبد السلام وهمّام هنية، ابني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المغتال إسماعيل هنية".
كذلك نشر موقع الرئاسة التركية صورا مماثلة في 10 آب 2024، مع شرح ان "الرئيس إردوغان استقبل عبد السلام وهمّام هنية، نجلي إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس الذي تم اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران. وخلال اللقاء، قدّم التعازي باستشهاد والدهما".
وقد حصل اللقاء في إسطنبول، وفقا لما اوردت وكالة "الاناضول". وحضر اللقاء رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، وكبير مستشاري رئيس الجمهورية سفر طوران.
وعبد السلام وهمّام هنية اللذان نشاهدهما في الفيديو مع الرئيس اردوغان، لم يكونا بين ابناء اسماعيل هنية الذين قُتلوا مع عدد من أحفاده في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية في مخيم الشاطئ بمدينة غزة شمال القطاع، الأربعاء 10 نيسان 2024.
في ذلك اليوم، أعلنت حركة "حماس" مقتل ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية، واربعة من أحفاده في القصف الإسرائيلي. وذكرت أن أبناء هنية الثلاثة، حازم وأمير ومحمد، إضافة إلى اربعة من أحفاده قُتلوا بعد قصف السيارة التي كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ بغزة.
وفي التفاصيل، كان الثلاثة، حازم وأمير ومحمد برفقة أطفالهم الصغار، يهمون بالتوجه لزيارة أقرباء لهم في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، إذ أن عدداً كبيراً من أفراد تلك العائلة لم يغادر القطاع. وقبيل وصولهم بلحظات، وبينما كانوا يسيرون في الشارع مستقلين سيارة مدنية، باغتتهم طائرة إسرائيلية بصواريخ عدة، الامر الذي أدى إلى تدمير مركبتهم وتطاير أجسادهم ومقتلهم جميعاً.
وقال هنية إن مقتل ثلاثة من أبنائه لن يؤثر على مطالب الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار. وأضاف في مقابلة إعلامية: "مطالبنا واضحة ومحددة ولا تنازل عنها، وإذا كان العدو يعتقد أن استهداف أبنائي في ذروة المفاوضات وقبل أن يصل رد الحركة سيدفع (حماس) إلى أن تغير موقفها فهو واهم".
وتابع: "نقول للاحتلال إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتاً على مبادئنا وتمسكاً بأرضنا"، مؤكداً أن الحركة لن تقدم تنازلات لإسرائيل، وأن التهديد باجتياح رفح لا يخيفها.
يشار الى ان لإسماعيل هنية 13 ولدا، 8 ذكور و5 اناث، من زوجته ابنة عمه آمال هنية.
بناته هن سناء (مواليد 1986)، بثينة (1987)، خولة (1992)، لطيفة (1998)، وسارة (2004).
أما أولاده الذكور، فهم عبد السلام (مواليد 1981)، همام (1983)، وسام (1984)، معاذ (1985)، عائد (1994)، حازم (1994)، أمير (1995)، ومحمد (1996). والثلاثة الأخيرون قتلوا في الغارة الاسرائيلية في 10 نيسان 2024.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلا أبناء إسماعيل هنية الذين ماتوا قبل 4 أشهر". صحيح أنّ الرجلين اللذين يظهر معهما إردوغان في الفيديو هما نجلا اسماعيل هنية، عبد السلام وهمّام، وقد استقبلهما الجمعة 10 آب 2024، الا انه لم يُعلَن مقتلهما خلال الاشهر الماضية. فمن قُتِل في ضربة اسرائيلية في 10 نيسان 2024 هم ثلاثة ابناء آخرون لهنية، حازم وأمير ومحمد.