المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "حاملة طائرات أميركية راسية قبالة سواحل طرابلس اللبنانيّة" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الفيديو قديم، إذ يعود الى 23 حزيران 2023. ويظهر حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، وفقا لما تمّ تداوله. وسبق أن نفت وزارة الاشغال العامة رسو بوارج أميركية قبالة الموانئ اللبنانيّة. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد تظهر سفينة كبيرة راسية في البحر، على مقربة من ميناء، على ما يبدو. وقد نشرتها حسابات أخيراً، بمزاعم انها تعود لـ"حاملة طائرات أميركية قبالة سواحل طرابلس في شمال لبنان"، وايضا "قبالة جزيرة النخل بميناء طرابلس".
أميركا ترسل غواصة نووية وحاملة طائرات هجومية للشرق الأوسط
جاء تداول الفيديو في وقتأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان، امس الأحد 11 آب 2024، أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإرسال غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط، وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة، قبل هجوم إيراني متوقع ضد إسرائيل، على ما أورد موقع "سي أن أن".
وقالت البنتاغون إن أوستن أمر أيضا مجموعة حاملة الطائرات الهجومية "يو. إس. إس. أبراهام لينكولن" بالوصول سريعا إلى الشرق الأوسط.
وكان وزير الدفاع أمر مجموعة حاملة الطائرات لينكولن بالتوجه إلى الشرق الأوسط في 2 آب الجاري، لكن سفنها قامت بزيارات لموانئ في غوام وسايبان على طول الطريق، بحسب البحرية الأميركية.
وتعمل مجموعة حاملة الطائرات "يو. إس. إس. ثيودور روزفلت" في مياه الشرق الأوسط منذ أسابيع عدة، مما يمنح الولايات المتحدة وجودًا هائلًا في المنطقة.
كذلك تعمل مجموعة "يو. إس. إس. واسب" للعمليات البرمائية، والتي تضم آلافا من قوات مشاة البحرية القادرين على القيام بالعمليات الخاصة، بالفعل في البحر المتوسط.
حقيقة الفيديو
الا ان المقطع المتناقل لا علاقة بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابي ريتشارد ليبيل Richard LeBel في يوتيوب وتيك توك، في 23 حزيران 2023، بعنوان: USS Dwight D Eisenhower (CVN- 69) Prop:2 Westinghouse A4W nuclear reactors, Lgth 1,092' Hght: 244'، اي يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN- 69)، مفاعلات نووية من طراز Westinghouse A4W، الطول 1,092 قدما، والارتفاع 244 قدما.
ويعرّف ليبيل بنفسه أنه كهربائي نووي متقاعد وعامل سابق في البحرية الأميركية في نورفولك بفيرجينيا. ومع أنه لم يضف اي معلومة عن مكان تصوير الفيديو، الا ان نشره في ذلك التاريخ، 23 حزيران 2023، يعني أنه قديم، وأن لا علاقة له بالتطورات في المنطقة.
وردا على سؤال أحد متابعيه في تيك توك عن مكان تصوير الفيديو، قال ليبيل انه في حصن مونرو Fort Monroe، وهو منشأة عسكرية سابقة في هامبتون بفيرجينيا. قد تواصلنا مع ليبيل للحصول على مزيد من التفاصيل عن مكان تصوير الفيديو. في انتظار جواب معه.
وينشر ليبيل فيديوات كثيرة لسفن، لاسيما بحرية عسكرية أميركية، بينها حاملة الطائرات "اي يو إس إس دوايت دي أيزنهاور". وحدّد مكان تصوير عدد منها في ميناء نورفولك بولاية فرجينيا وحصن مونرو.
ارسال ايزنهاور إلى الشرق الأوسط
وفقا لصورنشرتها البحرية الاميركية في 23 حزيران 2023، كانت حاملة الطائرات أيزنهاور متوجهة إلى المحيط الأطلسي. وفي المعلومات العسكرية المنشورة يومذاك، "اتجهت الحاملة إلى المحيط الأطلسي للمشاركة في تمرين COMPTUEX كومبتويكس المكثف، والذي يستمر لأسابيع عدة".
السبت 14 تشرين الأول 2023، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إرسالالحاملة أيزنهاور إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتنضم إلى شقيقتها "جيرالد فورد"، وذلك كجزء من الجهود "لردع الأعمال العدائية ضد اسرائيل".
The Dwight D. Eisenhower Carrier Strike Group (IKECSG) arrived in the Middle East and the CENTCOM area of responsibility as part of the increase in regional posture.
The strike group is commanded by Carrier Strike Group (CSG) 2 and comprised of flagship aircraft carrier USS… pic.twitter.com/CYLX5mTTki
وفي حزيران 2024، أعلن الجيش الأميركي سحب أيزنهاور من البحر الأحمر، لتحل محلها الحاملة "يو إس إس ثيودور روزفلت".
وقال بات رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن "أيزنهاور ومجموعتها قامت لأكثر من سبعة أشهر بحماية السفن المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن، وشاركت في إنقاذ البحارة وردع ميليشيات الحوثي في اليمن".
وفي تموز 2024، عادت أيزنهاور إلى ميناء نورفولك بولاية فرجينيا "بعد مهمة قتالية تاريخية".
يشار الى ان وزارة الاشغال العامة والنقل في لبنان سبق ان نفت عدم صحة الاخبار المتناقلة عن رسو بوارج وحاملات عسكرية قبالة موانئ لبنانية. كذلك، أكد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية أن "لا صحة لوصول اي بوارج حربية الى الموانئ اللبنانية".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "حاملة طائرات أميركية راسية قبالة سواحل طرابلس اللبنانيّة" أخيرا. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 23 حزيران 2023. ويظهر حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، وفقا لما تمّ تداوله. وسبق أن نفت وزارة الاشغال العامة رسو بوارج أميركية قبالة الموانئ اللبنانية.