يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة عن "أول حالة زواج لطفلة عراقية بعمر 9 سنوات"، غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والصورة المتناقلة مضللة وليست في العراق.  #FactCheck

"النّهار العربي" دقّق من أجلكم

الوقائع: تظهر الصورة طفلة ترتدي الحجاب إلى جانب شاب، وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "زواج طفلة بعمر 9 سنوات اول حالة زواج  لطفلة بعمر تسع سنوات صدك جذب شديصير بالدنية". 

التدقيق:

بدأ تداول الصورة بهذه المزاعم، بالتزامن مع تصاعد الجدل في الشارع العراقي وفي أروقة البرلمان بشأن المخاوف من تمرير التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، وسط شد وجذب يتركز على تداعياته السياسية والاجتماعية، بين فسيفساء التوجهات الدينية والمدنية والعرقيات المختلفة، فضلا عن أهداف الأحزاب الشيعية والسنية وحتى الكردية على حد سواء.

والتعديل الذي أثار موجة غضب واسعة في أوساط العراقيين والمجتمع المدني ينص على سماحه بتزويج القاصرات وحرمان الزوجة من حقوق النفقة والحضانة، بالإضافة إلى اعتماد النصوص الدينية مرجعاً للأحكام بدلاً من القوانين، وفقاً لحقوقيين.

في نهاية تموز (يوليو) الماضي، سحب البرلمان العراقي التعديل من الطرح بعد اعتراض نواب كثر عليه، إلا أنه عاد مجدداً إلى الطاولة وحظي بقراءة أولى في جلسة 4 آب (أغسطس) الحالي بعد تلقّيه دعم تحالف أحزاب شيعية يتمتّع بالغالبية داخل البرلمان العراقي.

حقيقة الصورة:

غير أنّ الصورة المتناقلة مضللة، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقتها.

في البحث العكسي عنها نصل إلى موقع قناة "العربية" الذي نشر الصورة في عام 2020، تحت عنوان "فيديو.. حملة توقف زواج بنت الـ9 سنوات من شاب يكبرها بـ13 عاماً"، ليتبين أن الصورة تعود إلى حفل خطوبة في إيران، وجرى تداولها على نطاق واسع ضمن حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثمرت حينها عن إيقاف زواج بنت قاصر بعمر 9 سنوات من شاب بسن 22 عاما.

النتيجة:

إذاً، لا صحة للمزاعم المتداول بأن "أول حالة زواج لطفلة عراقية بعمر 9 سنوات". في الواقع، الصورة مضللة، وتعود لحفلة خطوبة طفلة بعمر التسع سنوات في إيران وليس العراق.