حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك، نشرت مقطع فيديو وزعمت أنه لتجهيزات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؛ وهو زعم مضلل تماما. FactCheck#"
"النّهار العربي" دقّق من أجلك
فقد تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مقطع فيديو لتماثيل أنوبيس داخل أحد المعابد وتمت إضاءتها جميعا مع مقطع موسيقى حفل موكب نقل المومياوات الذهبية الملكية الذي أقيم في عام 2021، وكتبت عليه تعليقا يقول (من دون تدخل): اوباااا علي العظمة.. فيديو متداول عن تسريبات تجهيزات المتحف المصري الكبير.. واضح إننا هنشوف عظمة.
بيد أنه بعد تحليل الفيديو وتفكيكه إلى صور عبر تطبيق InVid والبحث عنها، اتضح أن الفيديو مضلل تماما؛ وليس له علاقة بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير.
فقد أشارت عملية البحث إلى أن الفيديو المتداول تم إنشاؤه عبر الذكاء الاصطناعي وهو عمل فني تم نشره على حساب بموقع إنستغرام في 21 حزيران (يونيو) 2021.
وكتب الحساب تعليقا على مقطع الفيديو قائلا (من دون تدخل): ألحان: "هشام نزيه - موكب الفراعنة الذهبي.. مخطط أنوبيس: جيف دال".
وبالنظر إلى الحساب ذاته، فقد كتب تعريفا له بأنه "يقدم فناً رقميا"، وهو ما يظهر بوضوح في مقاطع الفيديو التي ينشرها.
المتحف المصري الكبير.. هدية للعالم
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية، فقد بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة.
فقد أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بإيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وتم البدء في بناء مشروع المتحف في أيار (مايو) 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.
وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.
واكتمل تشييد مبنى المتحف الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.
ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.
وفي نيسان (أبريل) 2021، تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذي يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.
ويُنفذ المتحف المصري الكبير حاليا عددا محدودا من الجولات الإرشادية بمنطقة الخدمات، وهي الحدائق والمنطقة التجارية التي تضم عدد من المطاعم والكافيتريات والمحلات التي تشمل علامات تجارية مصرية رائدة، ومتجر الهدايا، بالإضافة إلى المناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف والتي تشمل منطقة المسلة المعلقة، وصالة الاستقبال الرئيسة المعروفة باسم البهو العظيم، والبهو الزجاجي.
كما سيتمكن الزائرون أثناء جولتهم بالبهو العظيم من مشاهدة ما يحتويه من قطع أثرية منها تمثال الملك رمسيس الثاني وعمود النصر للملك مرنبتاح، بالإضافة إلى تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي، على أن لا تشمل الجولة أيا من قاعات العرض المتحفي التي سوف تظل مغلقة تمامًا، وهي القاعات الرئيسية وقاعتي توت عنخ آمون والدرج العظيم وقاعة العرض التفاعلي ومتحف مراكب خوفو، وأقسام ومناطق المتحف الداخلية الأخرى، وذلك انتظاراً لموعد الافتتاح الرسمي المرتقب للمتحف والذي سيتم تحديده في أقرب فرصة، على أن يُراعى الإعلان عنه قبل تاريخ الافتتاح الرسمي بوقت كاف ليتسنى للمدعوين من ملوك ورؤساء وكبار المسئولين من جميع دول العالم حضور افتتاح هذا الصرح العظيم.
الخلاصة: مقطع الفيديو المتداول يعود لعمل فني وليس لتسريبات لتجهيزات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.