تنتشر منذ سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد يزعم ناشروها أنّها من قناة تلفزيونيّة إيرانيّة تعمد إلى تغطية أجساد اللاعبات المشاركات في المنافسات الرياضيّة العالميّة. صحيح أنّ إيران تعتمد قواعد صارمة لملابس النساء في الأماكن العامّة وفي المنافسات الرياضيّة، ونادراً ما تنقل منافسات رياضيّة نسائيّة على قنواتها التلفزيونيّة،إلا أنّ هذا الفيديو مركّب، وقد ظهر أولاً على سبيل السخرية.
يُظهر الفيديو نساء يشاركن في منافسات رياضيّة مثل الركض والسباحة والقفز فوق الحواجز وقد غطّيت أجسادهنّ بعلامات سوداء. وجاء في التعليق المرفق "تابعوا الأولمبياد على شاشة هذه القناة التلفزيونيّة الإيرانيّة".
حظي الفيديو بآلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي نشرته خلال منافسات أولمبياد باريس التي اختُتمت في 11 آب 2024.
وقد حصدت إيران 12 ميداليّة خلال مشاركتها في هذه الدورة، توزّعت بين ثلاث ميداليات ذهبية وستّ ميداليات فضيّة وثلاث ميداليات برونزيّة.
وشاركت نساء ضمن بعثة إيران الأولمبيّة وحصدت اللاعبة ناهد كيانيشانده الميداليّة الفضيّة في التايكواندو عن فئة أقل من 57 كيلوغراماً، وحصدت اللاعبة مبينة نعمتزاده الميداليّة البرونزيّة عن فئة أقل من 49 كيلوغراماً.
قواعد لباس صارمة وتفرض الجمهوريّة الإسلاميّة قواعد لباس صارمة في الأماكن العامّة، وتُعدّ تغطية الرأس والعنق إجبارية لجميع النساء حتى الأجنبيات بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
وتنطبق هذه القواعد على الرياضات النسائيّة، إذ تُلزم أيضاً اللاعبات الأجنبيات المشاركات في بطولات في إيران ارتداء الحجاب، إن كانت المباريات ستنقل على الشاشة أو بحضور رجالٍ، سواء كانوا من الجمهور أو من الفنيين.
وعام 2023 استقال رئيس اتحاد ألعاب القوى الإيراني إثر مشاركة نساء لم يرتدين الحجاب في حدثٍ رياضي أقيم في مدينة شيراز.
حقيقة الفيديو إلا أنّ الفيديو المتداول على أنّه لتغطية أجساد لاعبات خلال نقل منافسات رياضيّة عبر التلفزيون الإيراني، مركّب وأصله ساخر.
فالتفتيش عنه، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إلى نسخة أطول منه نشرت عبر حسابٍ في موقع يوتيوب عام 2013. وجاء في التعليق المرفق "الرقابة على الرياضة في الدول الإسلاميّة".
ويمكن ملاحظة شعار بالأصفر أسفل الفيديو، يظهر التفتيش عنه أنّه يعود لبرنامجٍ إيرانيّ ساخر يحمل اسم ONTEN على قناة "فويس أوف أميركا" بالفارسي، والتي تبثّ من نيويورك.
وقد بثّت المشاهد الموجودة في الفيديو المتداول ضمن البرنامج عام 2013.
وقد تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في باريس مع منتج البرنامج عام 2019 بعد انتشار الفيديو آنذاك في سياق مضلّل.
وقال المنتج سمان عربابي إنّ هذه المشاهد هدفها السخرية من الحكومة الإيرانيّة لأنّها لا تبثّ المنافسات الرياضيّة النسائيّة على قنواتها.
ونادراً ما تنقل المنافسات الرياضيّة النسائيّة على القنوات الإيرانيّة التي تكتفي بإظهار نتائج اللاعبات الإيرانيات. أما بثّ صور لهؤلاء اللاعبات، فيشترط أن يظهرن فيها بالحجاب.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
