يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق صورة بمزاعم أنها لـ"مجموعة من النساء في مسيرة يحملن لافته كتب عليها نعم لزواج المتعة، كلا لحزب البعث". إلا أنّ هذا الزعم غير صحيح، والصورة المتناقلة زائفة. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الوقائع: تظهر الصورة مجموعة من النساء يرتدين الزي الإسلامي، وتقدمتهن سيدة حملت لافتة كتب عليها "نعم نعم للمتعة، كلا كلا بعثية". وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "دعاية مجانية للبعثيين... يرفعون لافتة كلا كلا بعثية نعم نعم للمتعة. يعني البعثيين يرفضون المتعة والمتعة تعني الزنى ونحن نطالب بالمتعة".
التدقيق:
بدأ تداول الصورة بهذه المزاعم، أمس الاربعاء 21 آب (اغسطس) 2024، بالتزامن مع توجه ملايين الزوار من مختلف مناطق العراق وبعض دول العالم إلى مدينة كربلاء وسط العراق، لأداء زيارة "أربعينية الإمام الحسين عليه السلام"، حفيد رسول الله في تجمع ضخم تأهبت له جميع القوى الخدمية والأمنية في كل مؤسسات الدولة لإتمامه بالشكل الأمثل.
وضمن خطط تأمين الزيارة، أعلنت الأجهزة الامنية انطلاق خطتها الواسعة لتأمين الزوار، والتي تشمل مشاركة واسعة من القوات الأمنية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى، من خلال فتح المقرات وانتشار الدوريات على محاور سير الزائرين وطرقه، مع متابعة ميدانية دقيقة، إلى جانب مشاركة ممثلي المؤسسات والدوائر الحكومية المساندة.
وقال المتحدث باسم الإعلام الحكومي حيدر مجيد إن "هناك استنفارا للجهد الحكومي من أجل الزيارة، ابتداء من المنافذ الحدودية واستقبال الوافدين، بالإضافة إلى زيادة أعداد الموظفين المدنيين والعسكريين في ما يخص أقسام ودوائر الجوازات والجنسية، وزيادة أجهزة الحاسوب ومنافذ دخول الوافدين". كذلك أعلنت وزارة النقل إضافة 350 حافلة لنقل الزوار من المنافذ الحدودية.
ولم تمنع درجات الحرارة التي تجاوزت الـ50 درجة مئوية ملايين الزوار من الاستمرار في السير مسافات تصل إلى مئات الكيلومترات لأداء طقوس الزيارة.
حقيقة الصورة:
غير أنّ الصورة المتناقلة زائفة، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقتها.
بعد التحقق منها بواسطة موقع fotoforensics المختص بتحليل الصور وتشريحها، تبين أنها زائفة ومتلاعب بها بواسطة البرامج الرقمية.
ويمكن ملاحظة العيوب الظاهرة في الصورة المتداولة، وذلك نتيجة تعديل غير متقن.
واليكم مقارنة بين الصور الأصلية (أدناه إلى اليسار)، والصورة المتلاعب بها (إلى اليمين).
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتداولة تظهر "مجموعة من النساء حملن خلال مسيرة لافته كتب عليها نعم لزواج المتعة كلا لحزب البعث". في الواقع، تظهر الصورة الاصلية لافتة كتب عليها النجف الأشرف.