النهار

ذا سيمبسونز لم يتنبّأ بجدري القردة والمرض رُصِد قبل سنوات من عرض المسلسل FactCheck#
المصدر: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، أ ف ب
ذا سيمبسونز لم يتنبّأ بجدري القردة والمرض رُصِد قبل سنوات من عرض المسلسل FactCheck#
لقطة من المشاهد المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (تيك توك).
A+   A-
عقب إعلان منظمة الصحة العالميّة أنّ جدري القردة بات طارئة صحيّة عالميّة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد يزعم ناشروها أنّها لتنبؤ مسلسل "ذا سيمبسونز" بالمرض. إلا أنّ هذه المشاهد، وعلى غرار عشرات المشاهد التي استخدمت خلال السنوات الماضية لإثبات نظريّة تزعم أنّ المسلسل الأميركي الشهير تنبأ بأحداث قبل حصولها، مجتزأة من حلقات مختلفة وخارجة عن سياقها. كذلك رُصد المرض للمرة الأولى عام 1970، فيما بدأ عرض المسلسل عام 1998.
يتضمّن الفيديو مشاهد عدّة يبدو أنّها من المسلسل الكرتوني الشهير "ذا سيمبسونز"، تظهر فيها شخصيات من عائلة سيمبسون أصيبوا بطفحٍ جلديّ. كذلك يبدو بطل المسلسل هومر إلى جانب قرودٍ في قفص. 
وجاء في التعليقات المرفقة أنّ هذه المشاهد مرتبطة ببعضها، وهي تثبت أنّ المسلسل تنبأ بمرض جدري القردة الذي اتسّعت رقعة انتشاره عالمياً في الأيام الماضية. 

انتشار جدري القردة
حظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل بعد إعلان منظمة الصحة العالميّة في 14 آب أن انتشار جدري القردة في أفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.

وبعد أيّام أكّد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغه أن العالم يعرف الكثير عن مرض جدري القردة، وبالتالي لا يمكن اعتباره وباء "كوفيد الجديد".

عرف هذا المرض بجدري القردة لأنه ناتج من فيروس قريب من الجدري اكتشف عام 1958 لدى قردة كانت تستخدم في الأبحاث. ولاحقاً أطلقت عليه السلطات الصحية تسمية "إم بوكس".

ويتسبب الفيروس بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي.

إلا أنّ المشاهد المستخدمة للقول إنّ مسلسل "ذا سيمبسونز" تنبأ بانتشار المرض غير صحيحة. 

فأول إصابة بشرية بمرض جدري القردة رصت في جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 1970، وبقي المرض محصوراً لفترة طويلة في حوالى عشر دول إفريقية.

أمّا المسلسل الأميركي فبدأ عرضه عام 1989. 

لكن ماذا عن المشاهد المتداولة؟ 
يُظهر المشهد الأول قروداً تمسك ببطل المسلسل هومر سيمبسون من خلف قضبانٍ حديديّة ثمّ يبدو مصاباً بطفح جلديّ، ليبدو أنّ القردة هي من تسبّبت بهذا المرض. 

إلا أنّ المشهد الأوّل مقتطع من الحلقة 25 من الموسم الخامس التي عرضت عام 2013، ويعود إلى زيارة لحديقة الحيوانات.
أمّا المشهد الثاني فيعود لحلقة أخرى من الموسم الخامس عشر عرضت عام 2005، حيث يظهر هومر مصاباً بجدري المياه، ولا رابط بين الحلقتين.
وقد استخدمت مشاهد عدّة من هذه الحلقة أيضاً في الفيديو المتداول حيث يظهر هومر وهو يجرّ ابنته المصابة بجدري المياه، وهو مختلف عن جدري القردة، على حمّالة ثمّ يصاب بالعدوى منها.   
أمّا الشخصية التي تظهر في الجزء الأخير من الفيديو وتُشبّه بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس، فلا علاقة لها بأيّ موضوع صحّي في المسلسل ولا ترتبط بالمشاهد الأخرى المستخدمة في الفيديو. 

وتعود هذه الشخصيّة لمدير ميتمٍ يظهر في الحلقة 15 من الموسم الثاني التي عرضت عام 1991. 
مشهدٌ آخر استخدم في الفيديو المتداول زعم ناشروه أنّه مرتبط بجدري القردة يظهر فيه أحد أبناء سيمبسون ملقى على فراشه وتبدو على جسمه بقعٌ حمراء. 

إلا أنّ المشهد المقتطع من الحلقة الخامسة في الموسم 32 والتي عرضت عام 2020 تظهر إصابة بارت سيمبسون بلدغات حشرة بعد خروجه من غابة خلال عطلة العائلة. 
وكلّ هذه المشاهد التي أراد منها ناشرو الفيديو إثبات أن "ذا سيمبسونز" توقّع ظهور جدري القردة غير مرتبطة ببعضها البعض ومقتطعة من حلقات تفصل بينها سنوات وتتناول مواضيع لا علاقة لها بهذا المرض الذي رصد لدى البشر في الأصل عام 1970 قبل بدء عرض المسلسل عام 1989. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium