يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها لسجن نبي الله يوسف في مصر. الا ان هذا الزعم مضلل وغير صحيح تماما. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الصورة تظهر درجا يقود الى مدخل سفلي. وتنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تعود إلى "سجن سيدنا يوسف عليه السلام في مصر، وهو موجود في قلعة صلاح الدين الأيوبي".
حقيقة الصورة... والخبر
ولكن بعد تتبع مصدر الصورة، اتضح أنها صحيحة، ولكن المعلومات المرفقة بها مضللة وغير صحيحة تماما.
فالبحث يبيّن أن الخبر المتناقل يستند الى تقرير في أحد المواقع الاخبارية أكد أن هذا المكان هو "بئر سيدنا يوسف" في مصر. وتابع: "يقال إنها تقع في قلعة صلاح الدين بمصر في الناحية الجنوبية من جامع الناصر محمد بن قلاوون. وقد اشتهرت باسم يوسف، اذ نسبته الأساطير الشعبية إلى النبي يوسف. كذلك تسمى بئر الحلزون، وقد نسبها المؤرخون إلى بهاء الدين قراقوش الذي حفرها بأمر من الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب".
وأوضحت الوزارة أن قصة هذه البئر تعود إلى تكليف السلطان صلاح الدين الأيوبي وزيره بهاء الدين قراقوش ببناء بئر لإمداد القلعة بالمياه وقت الحصار.
تقع في أقصى الجهة الجنوبية الغربية من جامع الناصر محمد بن قلاوون، الذي عُرف بـ"بئر يوسف" نسبة إلى اسم صلاح الدين (صلاح الدين يوسف بن أيوب). كذلك عُرف باسم "بئر الحلزون" و"بئر القلعة". ويرجع تاريخ حفرها إلى وقت بناء القلعة في الفترة من عام 572 ـ 589هـ / 1176 ـ 1193م.
وتتميز البئر بتصميم معماري خاص، يصل عمقه إلى 90 م تقريبًا، ويتكون من طابقين يلتف حولهما سلم حلزوني يضيق كلما اتجهنا للأسفل. وفي كل طابق ساقية كانت ترفع المياه منها بواسطة الدواب، وفتحت في جدرانه فتحات للإضاءة والتهوئة.
ويذكر مؤرخون أنه لما حفرت هذه البئر في بداية الأمر جاء ماؤها عذبا، وأراد قراقوش زيادة مائها، فوسع في حفر الجبل، وخرجت منه عين مالحة غيرت عذوبتها، الأمر الذي جعل صلاح الدين الأيوبي ينشئ قناطر لنقل المياه من النيل إلى القلعة. وظلت تلك القناطر تمد القلعة بالمياه خلال العصر الأيوبي، ثم في العصر المملوكي، وتُعرَف حاليًا بقناطر فم الخليج أو سور مجرى العيون.
آثار الأنبياء... جدل العلم والنصوص
واكد الباحث والمؤرخ عبدالرحمن رمضان الفرماوي لـ"النهار العربي"، أنه لا يوجد دليل على ارتباط هذه البئر أو هذا المكان بـ"سجن" سيدنا يوسف عندما كان في مصر.
وأوضح أن البشرية عرفت معظم الأنبياء عن طريق الكتب السماوية والإسرائيليات (الروايات التوراتية)، لافتا إلى أن النصوص الدينية لا توضح بشكل كامل أو تفصيلي الأماكن التي وقعت فيها الأحداث، وهو ما يظهر في مسألة سجن سيدنا يوسف، إذ عُرف أنه تم سجنه في أرض مصر، ولكن الموقع ذاته غير معروف.
وشدد الفرماوي على أن الزعم بوجود هذا المكان (سجن سيدنا يوسف) مجرد افتراض يتطلب تقديم أدلة تاريخية لتأكيده، وهو ما ينطبق على كل الأنبياء.
الخلاصة: الصورة المتداولة ليست لمكان سجن نبي الله يوسف، بل تعود لـ"بئر يوسف"، التي كلّف صلاح الدين الأيوبي بحفرها في قلعته الشهيرة بالقاهرة.