المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "زورقا بحريا إسرائيليا استهدفه حزب الله"، أمس الأحد، خلال الهجوم الواسع الذي شنّه ضدّ اسرائيل.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 18 شباط 2024. وتظهر اشتعال النيران بسفينة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية قبالة سواحل نهاريا، وفقا لما تم تدوالها. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تظهر الصورة دخانا يتصاعد من سفينة في عرض البحر. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "صورة للزورق البحري الذي استهدفه حزب الله والإعلام يتحدث عن 5 إصابات خطيرة نتيجة الاستهداف".
هجوم واسع لحزب الله ضدّ اسرائيل
تزامن انتشار الصورة مع إعلان حزب الله، صباح امس الأحد 25 آب 2024، شنّ هجوم واسع تخلله إطلاق عدد كبير من المسيّرات وأكثر من "320 صاروخ" كاتيوشا على مواقع وثكنات في شمال إسرائيل، في إطار رده على مقتل قائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر بغارة اسرائيلية في 30 تموز.
وجاء ذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات في جنوب لبنان لمنع "هجوم كبير" من الحزب المدعوم من طهران.
وأفاد حزب الله في بيان بأن "عدد صواريخ الكاتيوشا التي أُطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو"، معدّدا 11 قاعدة وثكنة عسكرية "تم استهدافها وإصابتها" في شمال اسرائيل والجولان السوري المحتل (أ ف ب).
وأعلن الحزب "الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الاسرائيلية تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل جندي من سلاح البحرية التابعة له وإصابة اثنين آخرين، من جراء المسيرات والصواريخ التي أطلقها "حزب الله" فجرا على شمال البلاد.
وقال في بيان إن الجندي ديفيد موشيه بن شطريت (21 عاما)، من سلاح البحرية، قُتل على متن سفينة حربية، بشظية صاروخ اعتراضي أصابتها، بعد إطلاق حزب الله مسيرات وقذائف صاروخية باتجاه شمال البلاد.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في مواقع اخبارية، في 18 شباط 2024، ضمن تقارير نقلتها عن وسائل اعلام اسرائيلية بشأن "اشتعال النيران بسفينة دفور DVOR (قطعة بحرية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية) قبالة سواحل نهاريا".
وذكر موقع "معاريف" الاسرائيلي انه "تبين ان الامر كان مجرد تشغيل روتيني للمحرك ورفع عدد دوراته كجزء من عمليات الصيانة، وهو ما تسبب أيضا بظهور الدخان الأسود والسخام".
في ذلك اليوم، 18 شباط 2024، كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه لقرى وبلدات في جنوب لبنان. وتعرضت أطراف الناقورة بالقرب من مقر اليونيفيل البحري لقصف اسرائيلي. وانفجر صاروخ اعتراضي في وادي حامول- الناقورة. واستهدفت غارة جوية إسرائيلية بلدة عيترون، وفقا لتقارير اعلامية.
كذلك تعرضت بلدة يارون لقصف جوي اسرائيلي، اذ نفذت المقاتلات الحربية الاسرائيلية غارة بصاروخين على منزل في حي البيادر في البلدة، وأتبعتها بغارة مماثلة مستهدفة منزلاً في الساحة العامة ليارون.
وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة جوية استهدفت حي ابو اللبن في عيتا الشعب. وطاول القصف المدفعي الاسرائيلي وادي بيت ليف. واستهدفت غارة حربية إسرائيلية أطراف بلدة عديسة. وأفيد عن غارة من مسيرة على تلة العويضة فوق كفركلا.
واستهدف ايضا القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدات يارين، طيرحرفا، الجبين وشيحين في القطاع الغربي، وأطراف راميا وخلة وردة.
في المقابل، أعلن "حزب الله" أنه استهدف تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة. وبينما تحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن إطلاق صاروخ من لبنان نحو يفتاح في الجليل الأعلى، رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي.
وأفادت بسقوط اصابتين بنتيجة إطلاق الحزب صواريخ. كذلك استهدف الحزب تلة الطيحات، وموقع السماقة في مزارع شبعا، وتجمعاً للجنود الاسرائيليين في مستعمرتي شوميرا وايفن مناحيم.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "زورقا بحريا إسرائيليا استهدفه حزب الله" أمس الأحد، خلال الهجوم الواسع الذي شنّه ضدّ اسرائيل. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 18 شباط 2024. وتظهر اشتعال النيران بسفينة تابعة للسلاح البحري الإسرائيلي قبالة سواحل نهاريا، وفقا لما تم تدوالها.