المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "بيروت مضاءة ليلا بفضل الفيول الجزائري"، الذي أوعز الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون بتزويد لبنان به أخيرا، لمساعدته في تجاوز ازمته الحالية في قطاع الكهرباء.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود إلى 3 آذار 2024، اي قبل نحو 6 اشهر من قرار الجزائر تزويد لبنان بالفيول. ومصدره المصوّر اللبناني ماهر بركة. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
29 ثانية مدة الفيديو. المشاهد الجوية المتلاحقة تظهر شوارع أضاءتها الكهرباء ليلا، وأبنية عالية انعكست الاضواء على واجهاتها. وكُتِب عليها: "بيروت الآن. تبون ضواها عليهم". وقد نشرت حسابات عدة الفيديو أخيرا، مرفقا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "بيروت الآن. المترشح تبون ضواها عليهم. الجزائر تضيء لبنان".
فيول من الجزائر إلى لبنان لحل أزمة الكهرباء
جاء تداول الفيديو في وقت انتشرت تقارير عن تدخل الجزائر في اللحظات الاخيرة لتنقذ لبنان ومؤسساته الحيوية من العتمة الشاملة التي دخل بها من دون اية حلول.
وقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر نذير العرباوي الذي أبلغه بأنه، بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فورا بكميات من النفط لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء، وفقا لما ذكرت "النهار" في 18 آب 2024.
بدوره، تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اتصالاً من نظيره الجزائري محمد عرقاب، عبّر خلاله عن رغبة بلاده، بتوجيه من الرئيس تبّون، في مساندة لبنان في تأمين الوقود لتخطي أزمته من خلال تزويده بهبة من الغاز اويل، تُحدد كميتها وفقًا للمحادثات التي سيستكملها الطرفان.
وقد أبحرت ناقلة "عين أكر" الجزائرية، الخميس 22 آب 2024، من ميناء سكيكدة نحو لبنان من أجل المساعدة في تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، على ما أوردت مواقع اخبارية. ووفقا لما ذكر مسؤول في شركة "سوناطراك" النفطية، فإن الشحنة المرسلة البالغة 30 ألف طن من الفيول، ستتبعها شحنات أخرى.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بالفيول الجزائري، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا محرك Yandex، إلى خيوط تقودنا الى مصدره الاصلي، المصور الفوتوغرافي اللبناني الاختصاصي بالتصوير الجوي، ماهر بركة Maher Barake، الذي نشره في حساباته في تيك توك والفايبسوك وانستغرام، في 3 آذار 2024، بعنوان بالانكليزية: Beirut nights: Where the city’s vibrant energy ignites under the moonlit sky، اي ليالي بيروت، حيث تشتعل طاقة المدينة النابضة بالحياة تحت سماء مقمرة.
ونشر الفيديو في 3 آذار 2024 يعني ان لا علاقة له بالفيول الجزائري وأزمة العتمة التي شهدها لبنان أخيرا.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "بيروت مضاءة ليلا بفضل الفيول الجزائري". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود إلى 3 آذار 2024، اي قبل نحو 6 اشهر من قرار الجزائر تزويد لبنان بالفيول. ومصوّره وناشره هو المصور اللبناني ماهر بركة.