المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية العميد يوسي سارييل، الذي قُتِل خلال الهجوم الواسع الذي نفذه حزب الله ضد اسرائيل" الأحد 25 آب 2024.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، وتظهر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان AMN) الجنرال المتقاعد أهارون زئيفي فركاش Aharon Ze'evi-Farkash. ولم تعلن اسرائيل مقتله، او مقتل قائد الوحدة 8200، خلال هجوم حزب الله الأحد 25 آب 2024. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الصورة تظهر رجلاً عسكرياً. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مقتل العقيد يوسي سارييل مهندس الذكاء الإصطناعي والاستخباراتي الإسرائيلي وقائد الوحدة 8200، أقوى وكالة مراقبة في العالم"، وايضا "هذا هو رئيس اكبر الاستخبارات في العالم بفرقة 8200 الإسرائيلية الذي تم دعسه باربعين الامام الحسين".
حقيقة الصورة
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة منشورة في موقع ويكيميديا، بكونها تظهر أهارون زئيفي فركاش Aharon Ze'evi-Farkash في الجيش الاسرائيلي.
ويقود رابط المصدر الى موقع والا Walla الاسرائيلي، الذي نشرها في 23 آذار 2008، ضمن تقرير عن تصريحات ادلى بها يومذاك "الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي اللواء (المتقاعد) أهارون زئيفي فركاش"، وفقا للتعريف به، "في الذكرى الأربعين للقيادي في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل في تفجير سيارة بدمشق، في 12 شباط 2008.
البحث عن فركاش، باستخدام اسمه بالعبرية אהרן זאבי-פרקש، يوصلنا الى صورته تلك منشورة في مواقع اسرائيلية تعنى بالشأن الاستخباراتي الاسرائيلي، مع نبذة مختصرة عنه انه "ولد في رومانيا عام 1948. تولى رئاسة AMN (جهاز أمان- شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي) من 2001 إلى 2006.
وقبل ذلك، كان قائدا للوحدة 8200 (فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني- 1990-1993)، ومساعدا لرئيس AGT (قسم التخطيط)، ورئيس ATL (قسم التكنولوجيا واللوجستيات، 1998-2001). وهو يتولى حاليا رئاسة مركز تراث الاستخبارات the Intelligence Heritage Center (ILH).
ونعثر على مقابلات معه وتصريحات له في مواقع اخبارية اسرائيلية، إحداها في موقع يديعوت احرونوت في آذار 2023، حيث يمكن مشاهدة صور حديثة له. ونشرت جامعة تل ابيب محاضرة له في حسابها في يوتيوب، في 7 نيسان 2024.
ما الذي نعرفه عن يوسي سارييل المذكور في المنشورات؟
كلمات مفاتيح توصلنا الى اسمه مذكورا (Yossi Sariel- יוסי שריאל) في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في 5 نيسان 2024، بعنوان: Top Israeli spy chief exposes his true identity in online security lapse، أفادت فيه بأنه تم الكشف عن الهوية الحقيقية لقائد الوحدة 8200 الإسرائيلية في ثغرة أمنية على الإنترنت.
وأشارت إلى أنّ هوية قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية هي "سرّ يخضع لحراسة مشددة"، وهو يحتل أحد أكثر الأدوار حساسية في الجيش الإسرائيلي، اذ يقود واحدة من أقوى وكالات المراقبة في العالم، على غرار وكالة الأمن القومي الأميركية.
ومع ذلك، وبعد قضاء أكثر من عقدين من الزمن في العمل في الظل، استطاعت الغارديان أن تكشف كيف ترك رئيس المخابرات المثير للجدل، واسمه يوسي سارييل، هويته مكشوفة على الإنترنت.
وبحسب الصحيفة، ترتبط الثغرة الأمنية المحرجة بكتاب نشره في "أمازون"، والذي ترك أثراً رقمياً لحساب غوغل خاص تم إنشاؤه باسمه، إلى جانب معرّفه الفريد وروابط لخرائط الحساب وملفات تعريف التقويم.
وأكدت الغارديان، عبر مصادر متعددة، أنّ سارييل هو المؤلف السري لكتاب "The Human Machine Team"، وهو كتاب يقدم فيه رؤية جذرية لكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات.
الكتاب نشر عام 2021 باستخدام اسم مستعار يتكون من الحرفين الأولين لاسمه، العميد YS، وهو يوفر مخططا للأنظمة المتقدمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي كان جيش الدفاع الإسرائيلي رائداً فيها خلال الحرب التي استمرت ستة أشهر في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن كشف هوية قائد الوحدة 8200 المسؤولة عن الاستخبارات الإلكترونية ومهندس الذكاء الاصطناعي في الجيش الإسرائيلي، "خطأ وسيجري التحقيق فيه".
ولا نجد صورة تظهر بوضوح ملامح قائد الوحدة. في المقابل نعثر على صور قديمة مُوِّهت فيها الوجوه، ونشرها موقع الجيش الاسرائيلي لاحتفال تسلّم خلاله العميد (Y) منصبه قائداً للوحدة 8200 محل العميد (A) في شباط 2021. وترد معلومات عن "قائد الوحدة 8200 العميد يوسي سارييل" في ويكيبيديا.
ولم تعلن اسرائيل مقتل قائد الوحدة في الهجوم الواسع الذي نفذه حزب الله ضدها الاحد 25 آب 2024.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنود البحرية وإصابة اثنين آخرين في شمال البلاد، بعدما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ والمسيّرات على الدولة العبرية.
وقال الجيش في بيان "سقط ديفيد موشيه بن شطريت (21 عاما) جندي من الأسطول 914 في البحرية الإسرائيلية أثناء قتال في شمال إسرائيل"، مضيفا أن اثنين آخرين أصيبا. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وبحسب "تحقيق أولي"، فإن الجنود الثلاثة أصيبوا "مباشرة بقذيفة اعتراضية من القبة الحديدية أو بشظية من هذه القذيفة سقطت من طريق الخطأ على زورق دورية سريع بعد اعتراض طائرة مسيّرة"، بحسب ما أفاد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس.
كذلك قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس، الأحد، إنه يستطيع "التأكيد أن قاعدة جليلوت لم تصب"، رغم أنها كانت الهدف الرئيسي المعلن لهجوم حزب الله اللبناني فجر الاحد بمئات الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وتقع قاعدة الاستخبارات العسكرية التي تضم أيضا مقر الموساد وقاعدة الوحدة 8200، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، على مشارف تل أبيب في وسط إسرائيل. ووصفها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنها "الهدف الأساسي" للهجوم واسع النطاق الذي نفّذ ردا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية العميد يوسي سارييل، الذي قُتِل خلال الهجوم الواسع الذي نفذه حزب الله ضد اسرائيل" الأحد 25 آب 2024. في الواقع، الصورة قديمة، وتظهر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان AMN) الجنرال المتقاعد أهارون زئيفي فركاش Aharon Ze'evi-Farkash. ولم تعلن اسرائيل مقتله، او مقتل قائد الوحدة 8200، خلال هجوم حزب الله، الأحد 25 آب 2024.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
