المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "غواصة جزائرية في المياه الاقليمية اللبنانية خلال مرافقتها ناقلة الفيول الجزائرية عين أكر اثناء توجهها الى لبنان، من اجل حمايتها".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 5 تموز 2022. ويظهر غواصات خلال مشاركتها في استعراض عسكري، في الذكرى الـ60 لعيد استقلال الجزائر. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد قصيرة. 18 ثانية فقط. وما تظهره هو غواصة مبحرة على ما يبدو. وقد انتشر المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "قناة لبنانية تنشر فيديو لغواصة في المياه الاقليمية اللبنانية، وهي غواصة الثقب الاسود الجزائرية لحماية سفينة الشحن الجزائرية خلال رحلتها الى لبنان".
جاء انتشار الفيديو في وقت وصلت الباخرة الجزائرية "عين أكر"، الثلثاء 27 آب 2024، إلى منشآت النفط في مدينة طرابلس شمال لبنان، والتي تحمل 30 ألف طن متري من فيول أويل جزائري، تم تقديمه كهبة من الجزائر لإعادة تشغيل محطات توليد التيار الكهرباء المنقطع في لبنان منذ ايام.
وكان في استقبال السفينة في ميناء طرابلس، وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض والسفير الجزائري لدى لبنان رشيد بلباقي.
وقالت شركة سونطراك الجزائرية في بيان: "تستعد سفينتنا المحملة بمادة الوقود لتفريغ حمولتها بميناء طرابلس بلبنان بعد استكمال الإجراءات اللازمة".
واضافت: "تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بدعم لبنان الشقيق بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، تعلن سوناطراك وصول شحنة من مادة الفيول (الوقد) إلى ميناء طرابلس اللبناني، على متن ناقلة عين أكر التي انطلقت من ميناء سكيكدة البترولي" في 22 آب الجاري.
وتابعت أن الشحنة الأولى تقدر بـ30 ألف طن من الوقود، موجهة لإعادة تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في لبنان.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة، وباستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، يوصلنا اليه منشورا، بنسخة أطول (1.03 دقيقة)، في حساب الفضائية الجزائرية "النهار تي في" في يوتيوب، في 5 تموز 2022، بعنوان: "شاهد الغوّاصات مفخرة الأسطول البحري".
ومع ان الفضائية الجزائرية لم تضف المزيد مع الفيديو، الا ان تاريخ نشره وبحثاً معمقاً عنه يبيّنان انه جاء في اطار استعراض عسكري نظمه الجيش الجزائري، في الذكرى الـ60 لعيد استقلال الجزائر، في 5 تموز 2022، بإشراف الرئيس عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الوطني.
وقد حضره رؤساء دول تونس، فلسطين، النيجر، الكونغو الديموقراطية، إثيوبيا، والجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، كضيوف شرف، فضلا عن ممثلين لبعض الدول الشقيقة والصديقة، على ما ذكرت وزارة الدفاع الجزائرية.
واستمر الاستعراضقرابةساعتين، بمشاركة 100 تشكيلة للقوات المسلحة الجزائرية. وتخلله تقديم عروض جوية لطائرات حربية، إلى جانب عرض لسفن حربية وغواصات في هذه المنطقة الواقعة على واجهة البحر الأبيض المتوسط.
وقد "تمثلت تشكيلات القوات البحرية في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام، على غرار الغواصات سفينتي القيادة ونشر القوات وكذا الإسناد والدعم، الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام، سفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث وإنقاذ"، على ما افادت الوزارة.
وتم استعراض القوات البرية وقفز بالمظلات للقوات الخاصة، فضلا عن عرض عتاد عسكري لمختلف الأسلحة أهمه منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس 300 بعيدة المدى.
وسميت أبرز لوحة في العرض العسكري "مربع المجاهدين"، وهي عرض لأفراد من الجيش بلباس وسلاح يحاكي مفجري ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي في 1 تشرين الثاني 1954، وفقا لتقارير اعلامية.
وقال الرئيس تبون في كلمة خلال انطلاق العرض إن "هذه اللحظات لعميقة المغزى، والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد، من احترافية وتحكم عال في العلوم والتكنولوجيا العسكرية".
وأضاف: "جميعنا، ايا تكن مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا، مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحقّ والقانون".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "غواصة جزائرية في المياه الاقليمية اللبنانية، خلال مرافقتها ناقلة النفط الجزائرية عين أكر اثناء توجهها الى لبنان، من اجل حمايتها". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 5 تموز 2022. ويظهر غواصات خلال مشاركتها في استعراض عسكري، في الذكرى الـ60 لعيد استقلال الجزائر.