المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في جنين" خلال العملية العسكرية الدامية للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة أخيراً.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى الى 18 تموز 2024. وتظهر نتنياهو جالسا في مركبة عسكرية خلال زيارة مفاجئة له لجنود إسرائيليين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تظهر الصورة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جالسا قرب عسكري، بينما ارتدى سترة واقية ووضع خوذة عسكرية على رأسه. وقد تكثف التشارك في الصورة أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية: "الاعلام العبري يغرّد نتنياهو في جنين".
معارك في جنين بالضفة الغربية المحتلة
جاء تداول الصورة في وقت دارت معارك في جنين، السبت 31 آب 2024، مع مواصلة الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع تواليا عمليته العسكرية الدامية في شمال الضفة الغربية المحتلة التي أسفرت عن مقتل 22 فلسطينيا وجندي إسرائيلي واحد، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية إنها "أبلغت باستشهاد أمجد مصطفى إبراهيم صالح ومحمد أمين طلال عبد الله، برصاص الاحتلال في جنين السبت".
وأعلنت حماس وحركة الجهاد الإسلامي أن 14 على الأقل من القتلى ينتمون إلى جناحيهما العسكريين، كتائب القسام وسرايا القدس. ونعت كتائب القسام في بيان السبت "محمد أبو الطلال حربوش من مخيم جنين الذي ارتقى إلى العلا شهيدا... عقب تنفيذه مع عدد من إخوانه كمين الدمج النوعي في مخيم جنين".
وقال سكان الجمعة 30 آب إن القوات الاسرائيلية انسحبت من طوباس وطولكرم وتواصل عملياتها في جنين.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في الحساب الرسمي لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي في أكس، في 18 تموز 2024، مع شرح انها تظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال "زيارته مدينة رفح في قطاع غزة. وقد استمع إلى إيجاز شامل من رئيس المديرية التكنولوجية واللوجستية وقائد الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي حول نشاط الفرقة في القطاع".
كذلك، نعثر على الصورة مؤرشفة لدى وكالة "اسوشيتد برس"، مع شرح انها تظهر "نتنياهو جالسا في مركبة عسكرية خلال زيارة مفاجئة له لجنود إسرائيليين في مدينة رفح الجنوبية في قطاع غزة، الخميس 18 تموز 2024".
في ذلك اليوم، أجرى نتنياهو جولة ميدانية مفاجئة في مدينة رفح ومنطقة فيلادلفيا بجنوب قطاع غزة. وقالت هيئة البث الرسمية إنه أجرى جولة تفقدية ميدانية بمدينة رفح ومنطقة فيلادلفيا، وذلك على خلفية المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن جولة نتنياهو جاءت قبل ساعات من مناقشة أخرى لصفقة التبادل يقوم بها مجلس الحرب الإسرائيلي بمشاركة أعضاء فريق التفاوض وعناصر في المنظومة الأمنية.
وقال نتنياهو للجنود: "الضغط العسكري الذي نمارسه هنا على حماس، يساعدنا، إلى جانب التمسك الصارم بمطالبنا العادلة، في دفع صفقة الرهائن قدما، بما في ذلك مطلبنا بالإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن في المرحلة الأولى من الصفقة. هذا الضغط المزدوج لا يعطل الصفقة، بل يدفع بها قدما".
وتابع "سأذهب إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل لإلقاء خطاب أمام مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، سأذهب لأستعرض عدالة إسرائيل". وقال مخاطبا مقاتلي لواء غفعاتي في منطقة رفح: "العمل الهائل الذي تقومون فيه فوق الأرض وتحت الأرض ضروري لأمن إسرائيل".
وإلى جانب إحاطات من القادة الكبار على الأرض، صعد نتنياهو إلى نقطة مراقبة على محور فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود المصرية، حيث ألقى نظرة عامة على منطقة القتال، بحسب بيان لمكتبه.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في جنين" خلال عملية عسكرية دامية للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى الى 18 تموز 2024. وتظهر نتنياهو جالسا في مركبة عسكرية خلال زيارة مفاجئة له لجنود إسرائيليين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.