يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه "يظهر ضرب القوات الأمنية في بغداد لمتظاهرين من خريجي المجموعة الطبية بعنف شديد". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والفيديو قديم. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الوقائع: 34.0 ثانية مدة الفيديو. ويظهر مجموعة من المتظاهرين يتعرضون للاعتداء على يد اشخاص ملثمين، ويتم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وسط حالة من الفوضى بين المحتجين. وقد انتشر الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "هكذا سحق السفلة الاوباش المجرمين طلاب المجموعة الطبية وانتصروا عليهم انتصارا ساحقا ".
التدقيق:
بدأ تداول الفيديو بهذه المزاعم، أمس الأربعاء، بعد يوم من خروج آلاف من خريجي المهن الطبية مع عائلاتهم في تظاهرات ببغداد، أمام أبواب المنطقة الخضراء احتجاجاً على عدم تعيينهم في القطاع العام مع مرور أكثر من سنة على تخرجهم.
وتعرّض عدد كبير من المتظاهرين لضرب على يد عناصر مكافحة الشغب الذين حاصروا المتظاهرين بطوق أمنى شديد الصرامة، ما أدى إلى وقوع أكثر من 25 إصابة بين المتظاهرين.
ووجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتحقيق في اشتباكات تظاهرات خريجي المهن الصحية والطبية التي حدثت يوم الثلثاء.
كذلك وجه قائد عمليات بغداد بالانتشار الميداني في كل تظاهرة مستقبلية، من أجل منع تكرار ما حصل من احتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
ووجه رئيس مجلس الوزراء ايضا اللجنة التي شُكلت الأسبوع الماضي، برئاسة وزير الصحة، بتقديم تقريرها الخاص بحسم موضوع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية وبيان تكييف ذلك قانونياً، وذلك خلال أسبوع واحد.
حقيقة الفيديو:
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته إلى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا إلى حساب في تيك توك نشر الفيديو السبت 31 آب (أغسطس) 2024، مرفقاً بالآتي: "في مثل هذا اليوم سقط اكثر من 50 شهيدا على يد العملاء. نسأل الله ان يحشرهم مع الحسين"، ليتبين ان الفيديو يعود إلى تظاهرات أنصار التيار الصدري داخل المنطقة الخضراء في عام 2022، فيما عرفت حينها بـ "ثورة عاشوراء" .
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الفيديو المتداول يظهر "تعرض متظاهرين من خريجي المجموعة الطبية في بغداد للضرب على يد القوات الأمنية". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود إلى عام 2022، ويظهر تظاهرة لانصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء.