النهار

فيديو العاملين في فندق الذين يحاولون إبقاء الأبواب مغلقة خلال إعصار ليس مصوّراً في فيتنام FactCheck#
هلا حمصي
المصدر: النهار العربي
فيديو العاملين في فندق الذين يحاولون إبقاء الأبواب مغلقة خلال إعصار ليس مصوّراً في فيتنام FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتناقل: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "عاملين في فندق بفيتنام يحاولون إبقاء الابواب مغلقة خلال إعصار ضرب البلاد" أخيرا. 
الا أن هذا الزعم غير صحيح. 
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى آب 2024. وهي مصوّرة في الصين، وفقاً لما تم تداولها. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم 
تظهر المشاهد اشخاصاً وقفوا عند ابواب مدخل في ردهة على ما يبدو، محاولين بصعوبة إبقاءها مغلقة، في مواجهة امطار ورياح قوية في الخارج. وقد انتشر الفيديو بكثافة في حسابات، عربية واجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مقطع متداول لعاملي فندق في فيتنام يحاولون ابقاء الأبواب مغلقة وسط الاعصار القوي الذي ضرب البلاد". 
 
الإعصار ياغي يشيع الدمار في جنوب شرق آسيا
جاء تداول الفيديو في وقت يواجه ملايين الأشخاص في جنوب شرق آسيا دمارا سببه الإعصار ياغي، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأغرق أحياء بأكملها وألحق أضرارا بالبنى التحتية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وفي فيتنام، الدولة الأكثر تضررا من الفيضانات وانزلاقات التربة في أعقاب الإعصار، بلغ عدد الضحايا 197 قتيلا بعدما كانت الحصيلة الأربعاء 11 أيلول 2024، 155 قتيلا.

وقد ضرب الإعصار ياغي فيتنام نهاية الأسبوع الماضي، مع فيضانات غمرت معظم شمال البلاد. وعصفت رياح عاتية بلاوس وتايلاند وبورما، مما تسبب بانزلاقات للتربة مدمرة وارتفاع منسوب المياه في العديد من الأنهر.
حقيقة الفيديو 
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا بواسطة خيوط الى الصين، اذ نشرته حسابات صينية في موقعي Bilibili وWeibo وغيرهما للتواصل الاجتماعي، في 7 آب 2024 على الاقل، بكونه مصوّرا في فندق في شنتشن Shenzhen بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، بينما تم تأريخه في 6 منه.  
والى جانب ان تداول الفيديو يعود الى آب، اي قبل اسابيع من اقتراب الاعصار الكبير "ياغي" من مقاطعة هينان في جنوب الصين الخميس 5 ايلول 2024، وضربه ساحل فيتنام الشمالي السبت 7 منه، وفقا لما أرشفته وكالة "فرانس برس"، فإن التدقيق في الرقم 28144110 الظاهر على اللافتة الحمراء فوق المدخل، يوصلنا بدوره الى شنتشن Shenzhen الصينية. 
 
في الواقع، ما كُتب بالصينية على اللافتة هو: 冒充“公检法”,“刷信誉”,索要验证码就是注:龙城派出所报警电话:28144110، اي (ترجمة تقريبية) انتحال صفة الأمن العام والنيابة العامة والقضاء و"بناء المصداقية وطلب رموز التحقق: رقم هاتف مركز شرطة لونغتشنغ للإنذار: 28144110".
وبالفعل، نجد رقم الهاتف هذا في هذا الموقع بكونه يخص مركز شرطة لونغتشنغ -فرع لونغتهوا التابع لمكتب الأمن العام في شنتشن. الموقع: الرقم 385، شارع لونغتهوا، حي لونغتهوا، شنتشن.
مزيد من البحث باستخدام كلمات مفاتيح بالصينية، مثل فندق تضربه عاصفة، يوصلنا الى تقرير نشره موقع china times عن الفيديو، في 9 آب 2024، مشيرا الى انه نشر في وقت "أصدر مكتب الأرصاد الجوية في شنتشن، في 6 منه، تحذيرات عدة من عواصف شديدة". 
امطار غزيرة وفيضانات في الصين 
ووفقا لتقارير اعلامية نشرت في 5-6 آب 2024، لقي نحو 100 شخص حتفهم وأصبح عدد آخر في عداد المفقودين، من جراء تواصل الفيضانات الناجمة عن الأمطار الصيفية الغزيرة التي تسبب الموت والدمار في جميع أنحاء الصين.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" نقلا عن مسؤولين محليين أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في مقاطعة سيتشوان الواقعة جنوب غرب البلاد خلال نهاية الأسبوع، بعدما تعرضت مدينة كانجدينغ لفيضان مفاجئ وانهيارات أرضية. وانهار جسر على طريق سريع، وتعرض عدد من المنازل للتدمير.
كذلك تم إجلاء أكثر من 28 ألف شخص من سكان مقاطعة لياونينغ شمال شرق الصين في أعقاب جولة جديدة من الأمطار الغزيرة، حيث تجاوز منسوب المياه في ستة أنهار بالمقاطعة مستويات التحذير.

وذكرت وكالة "شينخوا" أن الأمطار الغزيرة التي ضربت العديد من أجزاء المقاطعة وصلت إلى أعلى منسوب لهطول للأمطارفي منطقة شينغلونغتاي في مدينة بانجين، مما أدى إلى قيام ثماني مدن من أصل 14 مدينة تابعة للمقاطعة بتفعيل بتفعيل استجابات طارئة من المستوى الثالث أو الرابع لمكافحة الفيضانات، فيما توقع المرصد الجوي بالمقاطعة هطول المزيد من الأمطار اليوم وغدا.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "موظفين في فندق بفيتنام يحاولون إبقاء الابواب مغلقة خلال إعصار ضرب البلاد" أخيرا. في الواقع، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى آب 2024. وهي مصوّرة في الصين، وفقاً لما تم تداولها.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium