المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الواح طاقة شمسية تابعة لحزب الله احترقت خلال انفجارات أجهزة الاتصالات في لبنان" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة مركّبة من صورتين قديمتين. الاولى تعود الى 25 آب 2017. ونشرها معهد أبحاث السلامة من الحرائق الأميركي بكونها ملتقطة في مركز التدريب على خدمات الطوارئ في مقاطعة ديلاوير. والأخرى تعود آثارها الى عام 2020، وتظهر منزلا مشتعلا في منطقة ويست شور إستيتس، في فيرنون بمقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، وفقا لما تم تداولها. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الصورة جزءان. الاول الى اليسار يظهر ألواح طاقة شمسية مشتعلة. والآخر الى اليمين يظهر بيتا مشتعلا. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حتى الطاقة الشمسية التابعة لحزب الله لم تسلم من الانفجار".
حزب الله يتوعّد اسرائيل
جاء تداول الصورة في وقت قُتل 37 شخصا وأصيب نحو 3 آلاف آخرين من جراء تفجير أجهزة "بايجرز" الثلثاء 17 ايلول 2024، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء 18 منه، يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ومع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أقر الخميس 19 منه بأن الحزب تعرّض لضربة "كبيرة وغير مسبوقة" في تاريخه،فقد توعّد إسرائيل بـ"حساب عسير"، مشدداً على أنّ "العدو تجاوز بهذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء".
وقد استُجوب ممثلا شركتين تايوانيتين في إطار التحقيق في مصدر أجهزة الاتصال (بيجر) التي كانت في حوزة عناصر من حزب الله، وأدى انفجارها الثلثاء الى مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة المئات، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال مكتب المدعي العام لمنطقة شيلين في تايبيه "طلبنا من مكتب التحقيق مواصلة الجلسة أمس (الخميس) للاستماع لإفادة شخصين مرتبطين بشركتين تايوانيتين" من دون ذكر اسميهما.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
الصورة الأولى الى اليسار
فالبحث العكسي يوصلنا الى موقع معهد أبحاث السلامة من الحرائق Fire Safety Research Institute الذي نشرها في صفحته في الفايسبوك في 25 آب 2017، محدّدا ان مكان التقاطها هو في مركز التدريب على خدمات الطوارئ في مقاطعة ديلاوير Delaware County Emergency Services Training Center. وكانت موسومة اسفلها الى اليمين بشعار Firefighter safe research institute.
ووضع المعهد الصورة ضمن ألبوم صور ملتقطة بالتاريخ والمكان ذاتهما، بعنوان: الأنظمة الكهروضوئية Photovoltaic Systems. وكتب معها: "بموجب برنامج منحة المساعدة لرجال الإطفاء التابع لوزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة (DHS)- برنامج منح الوقاية من الحرائق والسلامة، فحص معاهد أبحاث UL Research Institutes المخاوف المتعلقة بأنظمة الطاقة الكهروضوئية (PV) والتأثيرات المحتملة على عمليات مكافحة الحرائق. وشملت المخاوف الرئيسية تعرّض رجال الإطفاء للأخطار الكهربائية والإصابات عند التخفيف من حدة حريق يتضمن نظامًا للطاقة الكهروضوئية".
ويعمل معهد أبحاث السلامة من الحرائق (FSRI)، وهو جزء من معاهد أبحاث UL Research Institutes، ومقره في كولومبيا بولاية ماريلاند الاميركية، على "تعزيز المعرفة المتعلقة بالسلامة من الحرائق لمعالجة أخطار الحرائق غير المحسومة والناشئة في العالم"، على قوله.
الصورة الثانية الى اليمين
نعثر عليها منشورة بالكامل في موقع vernon morning star (الكندي) ضمن تقرير، في 7 كانون الاول 2020، عن حريق منزل في ويست سايد". وارفقها بالشرح الآتي: "تم تدمير منزل في منطقة ويست شور إستيتس Westshore Estates (في فيرنون بكندا) بالكامل بسبب حريق اندلع في وقت متأخر من الليل يوم الأحد 6 تشرين الثاني". (رصيد الصورة RDCO).
وتأكيدا لعثورنا على الصورة الصحيحة، اجرينا لكم مقارنة بين الصورة المتناقلة (ادناه الى اليسار) والصورة الكاملة في موقع vernon morning star (الى اليمين).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "الواح طاقة شمسية تابعة لحزب الله احترقت خلال انفجارات أجهزة الاتصالات في لبنان" أخيرا. في الواقع، الصورة مركّبة من صورتين قديمتين. الاولى تعود الى 25 آب 2017. ونشرها معهد أبحاث السلامة من الحرائق الاميركي بكونها ملتقطة في مركز التدريب على خدمات الطوارئ في مقاطعة ديلاوير. والاخرى تعود آثارها الى عام 2020، وتظهر منزلا مشتعلا في منطقة ويست شور إستيتس، في فيرنون بمقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، وفقا لما تم تداولها.