تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقاً) صورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس بمزاعم انها تصور مغادرته للبلاد بسبب اضطرابات سياسية. الا ان هذا الزعم مضلل تماماً. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
فقد نشرت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس صورة للملك محمد السادس وهو يغادر إحدى الطائرات. وكتبت تعليقاً (من دون تدخل): "عاجل أنباء على نطاق واسع الانتشار تؤكد مغادرة ملك المغرب محمد السادس بلاده هذا المساء.. ماذا يحدث!؟ وهل سيعود؟!".
حقيقة الصورة
بيد أنه بعد البحث عن الصورة وأصل الخبر، اتضح أن الصورة قديمة، والخبر غير صحيح تماماً.
بالنسبة للصورة، يبين البحث العكسي عبر محرك Tineye أنها نشرت للمرة الأولى بتاريخ 22 كانون الأول (ديسمبر) 2016.
ولكن بعد تتبع مناسبة الصورة، اتضح أنها تعود إلى 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2016، خلال زيارة العاهل المغربي إلى رواندا، وكان في استقباله الرئيس بول كاغامي.
وهو ما نشره أيضاً الحساب الرسمي للرئيس الرواندي بول كاغامي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
أما بالنسبة للخبر، فقد كشفت وكالة الأنباء المغربية العربية (رسمية) أن الملك محمد السادس لم يغادر البلاد، ان الأنشطة الملكية تركزت على الجانب البروتوكولي المعتاد.
حملة إلكترونية واعتقالات
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية مجهولة المصدر، تدعو إلى هجرة جماعية من المملكة المغربية إلى أوروبا.
وبحسب موقع دويتشه فيلة (الألماني)، عاشت مدن مختلفة في المملكة المغربية أجواءً مشحونة نهاية الأسبوع الماضي، بخاصة مدينة الفنيدق التي شهدت حضوراً أمنياً مكثفاً واستعدادات سبقت وصول آلاف الأشخاص من مختلف ربوع المغرب، تلبية لدعوة هجرة جماعية مجهولة المصدر.
وقد شملت الحملة الأمنية الكثير من المناطق المغربية الأخرى بحسب حقوقيين، إذ تم تفتيش مختلف محطات السفر لمنع من يشتبه في أنهم يريدون التوجه للمناطق الشمالية لمحاولة العبور إلى سبتة.
وبينما لم تعلن أي جهة رسمية في المغرب هوية أي جهة محتملة يمكن أن تكون وراء الحملة التي انطلقت من وسائل التواصل الاجتماعي، بل عمدت الى اعتقال مواطنين مغاربة متورطين فيها، اتهم محمد بنعبد القادر، وزير العدل المغربي السابق المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الدولة الجارة بالضلوع في التخطيط للأزمة التي يشهدها الشمال المغربي.
واتهم الوزير السابق المخابرات الجزائرية بالتحريض على محاولات هجرة جماعية من المغرب إلى سبتة في تغريدة عبر منصة اكس، وسماها "عملية كاستيليخوس" المستهدفة للقاصرين والشباب المغاربة والمروّجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الخلاصة: الصورة المتداولة للعاهل المغربي قديمة اذ تعود إلى عام 2016. كذلك لم تنشر أي وسيلة إعلامية مغربية رسمية أو غير رسمية أي أخبار عن مغادرة الملك للبلاد.