يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق صورة بمزاعم أنها "للقيادي في كتائب الإمام علي، أبو عزرائيل، وهو يرقد في احد المستشفيات لتلقي العلاج أخيرا، مما تعذّر عليه المشاركة في القتال مع حزب الله في لبنان". إلا أنّ هذا الزعم غير صحيح، والصورة المتناقلة قديمة ولها سياق مختلف. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تظهر الصورة أبو عزرائيل وهو يرقد على سرير مستشفى. وقد أرفقتها حسابات بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عندما طلبوا من ابو عزرائيل، القيادي في الحشد، ان يذهب الى جنوب لبنان، جاءه مخاض الولادة".
من هو أبو عزرائيل؟
أيّوب فالح حسن الربيعي المعروف بـ"أبو عزرائيل" هو قائد عراقي ميداني في كتائب الإمام علي، وهي فصيل مسلح شيعي تابع للحشد الشعبي حارب داعش في العراق. وقد أصبح بطلاً على المستوى الشيعي في العراق بسبب استبساله في قتاله. ونشر أخباره اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، وغدا الوجه الإعلامي الأول للمعارك التي شارك فيها الحشد الشعبي، خصوصاً في تكريت.
وقد بدأ تداول صورته تلك الاثنين 23 أيلول (سبتمبر) 2024، بالتزامن مع استهداف الجيش الإسرائيلي مراكز لحزب الله في جنوب لبنان وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه قصف مواقع إسرائيلية بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، مستهدفاً مواقع مثل "جل العلام" وثكنة "بيريا" للدفاع الجوي. كذلك استهدف مركز كتيبة استطلاع 631 في ثكنة راموت نفتالي، إضافة إلى ثكنة زرعيت.
ونشر الجيش الإسرائيلي ما سماه "الهرم القيادي العسكري" في حزب الله، مُلمحاً إلى سلسلة الاغتيالات التي نفذها ضد مسؤولي الحزب وقياداته خلال الأشهر الماضية.
وفي ظل القصف الإسرائيلي الدامي على جنوب لبنان، اضطر آلاف اللبنانيين للنزوح نحو الشمال أو إلى سوريا. وفي هذا السياق، أعربت الأمم المتحدة أمس الثلثاء عن "قلقها البالغ" حيال التصعيد العسكري.
ووجهت الحكومة العراقية مؤسساتها كافة بتقديم يد المساعدة لإغاثة الشعب اللبناني، وتعمل قيادة العمليات المشتركة على تنسيق الجهود المختلفة.
وأكد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن "العراق هو البلد الوحيد الذي قدم المساعدات الطبية والإغاثية خلال الأزمة الراهنة، وننسق بأعلى المستويات مع الجهات ذات العلاقة لإيصال المواد المرسلة إلى المناطق البعيدة عن دائرة الحرب، وننسق أيضاً مع الجهات الداخلية هناك حول إمكانية استقبال النازحين".
حقيقة الصورة:
غير أنّ الصورة المتناقلة لـ"أبو عزرائيل" لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقته.
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "القيادي في كتائب الإمام علي، أبو عزرائيل، في احد المستشفيات لتلقي العلاج أخيرا، مما تعذر عليه المشاركة في القتال مع حزب الله في لبنان". في الواقع، الصورة قديمة ولها سياق مختلف تماما.