المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "خاتم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله"، بعد الغارات الاسرائيلية التي استهدفت المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة 27 ايلول 2024.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 5 كانون الثاني 2024. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تظهر الصورة بقايا خاتم مكسور ومحطم في كف يد. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، لا سيما عبر الواتساب، بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "خاتم الأمين العام".
الجيش الاسرائيلي يعلن قتل نصرالله
جاء تداول الصورة في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "قُتل" في الغارة التي استهدفت الجمعة مقر قيادة الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال الناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني عبر منصة "إكس": "حسن نصرالله قتل". وأكد ناطق آخر باسم الجيش الكابتن دافيد أبراهام لوكالة فرانس برس "القضاء" على الأمين العام لحزب الله.
وقال مصدر مقرب من حزب الله في بيروت إن "الاتصال فقد" بنصرالله منذ مساء الجمعة، لكنه أشار إلى أن شائعات عن مقتله انتشرت خلال حرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله عام 2006، إلا أنه ظهر بعدها سالما.
ولم يصدر بعد أي تأكيد رسمي من حزب الله حول مصير أمينه العام منذ إعلان الجيش الإسرائيلي، الذي قال السبت على منصة إكس إنه أطلق على عملية استهداف نصرالله تسمية "نظام جديد".
حقيقة الصورة
الا ان الصورة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في حسابات في 5 كانون الثاني 2024، مع تعليق: "ما تبقى من شهيدنا القائد ابو تقوى...".
والمقصود بأبو تقوى هو مشتاق طالب السعيدي، القائد في الحشد الشعبي، الذي قُتل الخميس 4 كانون الثاني 2024، في هجوم نفّذته القوات الأميركية على مقر حركة النجباء في العاصمة بغداد.
ولم يمكن التأكد من حقيقة الصورة من مصادر موثوق بها. الا ان نشرها في 5 كانون الثاني 2024 يعني ان لا علاقة لها بالسيد نصر الله او حزب الله او الغارات الاسرائيلية في لبنان.
وقد أعلنت حركة النجباء، وهي أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي ومناهضة للوجود الأميركي في العراق، في بيان، مقتل "معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (ابو تقوى) ومرافقه، بقصف غادر أميركي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد"، الخميس 4 كانون الثاني 2024.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني إن "طائرة مسيّرة استهدفت مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق بغداد"، ما أسفر عن مقتل "عنصرين وإصابة سبعة آخرين بجروح".
وأكد مسؤول أميركي في وزارة الدفاع ان ضربة أميركية أدت إلى مقتل أبو تقوى. وقال في بيان "نُفّذت هذه الضربة دفاعا عن النفس. لم يتعرّض أي مدنيين لأذى. لم يتم ضرب أي بنى تحتية أو منشآت".
وأضاف أنها استهدفت قائد حركة النجباء التي تعد من أبرز فصائل الحشد الشعبي والمناهضة بشدّة للوجود الأميركي في العراق، والذي "تورّط بشكل نشط في التخطيط لهجمات ضد العناصر الأميركيين وتنفيذها"، مضيفا أنها أسفرت أيضا عن مقتل عنصر آخر في الحركة.
يشار الى ان حسابات اعادت التشارك في الصورة في 8 كانون الثاني 2024 بمزاعم اخرى غير مؤكدة، انها تعود لـ"اغتيال اسرائيل المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسن عكاشة في بيت جن بمحافظة ريف دمشق بسوريا".
وفي 2 نيسان 2024، انتشرت الصورة مجددا بمزاعم خاطئة انها تظهر خاتم القائد في الحرس الثوري الايراني العميد محمد رضا زاهدي، الذي قُتِل في قصف استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين 1 نيسان 2024.
ونجدها مجددا منشورة بمزاعم غير صحيحة، انها تظهر "خاتما فُقِد صاحبه في الطائرة الرئاسية الإيرانية، التي تحطمت في 19 ايار 2024، وفي داخلها الرئيس الايراني الراحل ابراهيم رئيسي.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "خاتم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد الغارات الاسرائيلية التي استهدفت المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة 27 ايلول 2024. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 5 كانون الثاني 2024. وتم تداولها بكونها تظهر "ما تبقى من القيادي في الحشد الشعبي مشتاق طالب السعيدي (ابو تقوى)"، اثر مقتله في ضربة أميركية في بغداد.