المتداول: مشاهد تنتشر بمزاعم أن "القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين ظهر للتو في فيديو ترويجي مقبّلاً بندقية أيه كي 47".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 21 ايار 2023. ويظهر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال حضوره مناورة عسكرية نظمتها المقاومة الإسلامية في بلدة عرمتى بجنوب لبنان، في مناسبة عيد المقاومة والتحرير. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
54 ثانية. المشاهد تظهر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين وسط جمع في مكان ما، حاملا بندقية ثم مقبلا اياها، قبل ان يرفعها عاليا مع رجل بلباس عسكري. وقد تكثّف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "الزعيم الجديد لحزب الله هاشم صفي الدين ظهر للتو في فيديو ترويجي وهو يقبّل بندقية AK-47".
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
أولا، لم يعلن حزب الله حتى الساعة اختيار رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين زعيما او امينا عاما جديدا له، علما ان اسمه برز الى الواجهة كخليفة محتمل للأمين العام السيد حسن نصرالله الذي قضى في الغارة التي استهدفت المقر العام للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة 27 ايلول 2024، وفقا لتقرير لـ"النهار".
وقد اصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانا اليوم الاثنين قالت فيه: "تعليقاً على الانباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول إجراءات تنظيميّة داخل قيادة حزب الله بعد استشهاد سماحة الأمين العام، يهمّنا أن نوضّح أن الأنباء المتعلقة بهذا الشأن لا أهميّة لها ولا يُبنى عليها ما لم يصدر بشأنها بيان رسمي عن قيادة حزب الله".
ثانيا، لا يظهر الفيديو "صفي الدين للتو في مشاهد ترويجيّة".
في الواقع، يقودنا البحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، الى الفيديو الاصلي بنسخة أطول (15:15 دقيقة) نشره موقع "المنار" في 30 ايار 2023، بعنوان: "بالفيديو- الإعلام الحربي ينشر مشاهد جديدة لمناورة المقاومة الإسلامية قبل أيام".
ويمكن مشاهدة المقطع ابتداء من التوقيت 14:24 في فيديو المنار، والذي يمكنه تنزيله مباشرة من الموقع.
وكتب معه الموقع: "وزّع الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فيديو يتضمن مشاهد تلخص مراحل المناورة العسكرية التي نظمتها المقاومة الإسلامية بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، بتاريخ 21 أيار 2023".
وقال: "أجرت المقاومة الإسلامية في ذلك اليوم مناورة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان تعد من الأكبر يقيمها أمام وسائل الإعلام، تخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف الكيان الصهيوني عبر طائرة مسيّرة أو الاقتحام. وشارك نحو 200 من مجاهدي المقاومة في المناورة التي أجريت في بلدة عرمتى على مسافة نحو 20 كلم شمال الحدود مع الكيان الإسرائيلي، وذلك في مناسبة قرب حلول ذكرى انسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان في 25 أيار 2000.
ونفّذ المجاهدون محاكاة لهجوم بطائرة مسيّرة على هدف داخل الكيان، وآخر لعملية اقتحام الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، ومهاجمة عربات عند الجانب الآخر قبل سحب "جثة" من إحداها ونقلها عبر "الحدود"، في ما بدا أنها محاكاة لعملية أسر جنود إسرائيليين. ونفّذ عدد من القناصة رمايات على أهداف رسمت عليها شعار الكيان، بينما قام مجاهدون على دراجات نارية بمناورات إطلاق رصاص حي نحو أهداف.
وقدّم المجاهدون عروضا بدنية، وأخرى هجومية تخللها إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة على وقع تفجير عبوات ناسفة في حضور مئات الصحافيين والمصوّرين، في أكبر حشد إعلامي يشهده حدث مقاوم منذ سنوات طويلة. وعرض الحزب خلال المناورات صنوفا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة كراجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة أو مدافع مضادة للطيران، إضافة الى صواريخ مضادة للدروع وأخرى تطلق من على الكتف".
وكان موقع "المنار" نشر تقريرا آخر عن هذه المناورة في 21 ايار 2023، ضمّنه صورا عدة ظهر في عدد منها صفي الدين حاملا بندقية، على غرار ما نشاهده في الفيديو.
حزب الله يؤكد أنه سيواصل المواجهة مع إسرائيل
من جهة أخرى، أكد حزب الله، اليوم الإثنين، أنه سيواصل مواجهة إسرائيل "مساندة" لغزة وردا على الاغتيالات، مبديا استعداده للتصدي لأي عملية برية، بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله وفي وقت لم تهدأ الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي تستهدف عدة مناطق في لبنان منذ نحو أسبوع.
وفي كلمة متلفزة، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب الذي تدعمه إيران مستمر في "مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين... وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين". وقال "سنواجه أي احتمال ومستعدون إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل بريا"، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
كذلك، أكد أن الحزب سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة"، مشيرا الى ان نصر الله قتل مع أربعة آخرين، بينهم نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني.
وبدأ الاثنين الحداد الرسمي على نصرالله لمدة ثلاثة أيام في لبنان، ولكن لم يعلن بعد موعد تشييعه.
وأكدت إيران أن "لا داعي لنشر قوات إيرانية مساعدة أو تطوعية" في لبنان.
بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات ضد حزب الله في لبنان ستستمر. وقال للجنود المنتشرين على الحدود الشمالية إن "القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست الخطوة الأخيرة"، وأن إسرائيل ستوظف كل إمكاناتها لإعادة السكان إلى شمال إسرائيل وستضرب "أعداءها" أينما وجدوا.
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان "القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين ظهر للتو في فيديو ترويجي مقبّلاً بندقية أيه كي 47". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 21 ايار 2023. ويظهر صفي الدين خلال حضوره مناورة عسكرية نظمتها المقاومة الإسلامية في بلدة عرمتى بجنوب لبنان، في مناسبة عيد المقاومة والتحرير.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
