النهار

أرقام عن بيئة الكوكب الأزرق في ختام القرن الحالي
لنحاول تصوُّر أحوال البيئة في التي يتفاقم تدهورها باستمرار وتشهد فشلاً متكرراً في مبادرات تحسينها، حينما يختتم القرن 21.
أرقام عن بيئة الكوكب الأزرق في ختام القرن الحالي
بيئة الأرض بين واقع التدهور وآمال وقف المأساة (رلييف انترناشيونال)
A+   A-

حينما ينتهي القرن الحادي والعشرين، كيف تبدو حال العلوم والتقنيّة في العام 2100، مع التشديد على الدور الذي نهضت به في تغيير العالم والحياة على الأرض كلها؟ تكاد الإجابة تكون مستحيلة، خصوصاً مع القفزة الكبرى التي حدثت مع الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative Artificial Intelligence الذي اقتحم مشهدية العلوم والتكنولوجيا منذ خريف العام 2022، بظهور روبوت الدردشة "شات جي بي تي" Chat GPT، والطفرة التي تلته في ذكاء الآلات.

 

فلوريدا وأعاصيرها كمقدّمة للآتي

 

إذاً، فلنُدر العين صوب ملمح علمي آخر. لنحاول تصوُّر أحوال البيئة التي يتفاقم تدهورها باستمرار، وتشهد فشلاً متكرراً في مبادرات تحسينها، حينما يختتم القرن الـ21.

ولربما ارتسمت ملامح البيئة في العام 2099 على النحو الآتي:

-     سيُضاف خمسون يوماً إلى الأيام الفائقة الحرارة سنويّاً.

-     تتقلص حصّة الفرد من الأراضي المزروعة إلى 0.19 هكتار.

-     يتدنّى معدل حجم الأسماك بحوالي الخُمس، بالمترافق مع ارتفاع حرارة المُسطّحات المائيّة بقرابة درجة مئوية كاملة. ويزداد معدل التقلّص في حجم السمك كلما زادت درجة الحرارة، ما يعني أن ارتفاعاً بدرجتين ربما قاد إلى ضعفي ذلك الهزال في الأسماك!

-     يتزايد ارتفاع مستوى المحيطات والبحار، فيتخطّى مستوياته التي سُجلت في العام 1900 بمقدار متر كامل. وتجيء تلك المياه الهادرة من استمرار الارتفاع في حرارة الكوكب الأزرق ما يؤدّي إلى ذوبان القطبين المتجمّدين وجبال الجليد في المحيطات.

-     عبر مسار القرن الـ21، تتبدّل مستويات الأمواج، وتغدو أكثر ارتفاعاً بحوالي 10 في المئة ، بسبب التبدّل في نُظُم الرياح.

-     مع تفاقم التلوث والاحتباس الحراري، تتفاقم ظاهرة ذوبان ثاني أوكسيد الكربون في مياه المحيطات والبحار، ما يرفع درجة حموضتها، بل ربما وصلت إلى ثمانية أضعاف مستوياتها حاضراً، إذا ارتفعت حرارة الغلاف الجوي بـ4 درجات خلال القرن الحالي.

-     يختفي الجليد من المحيط المتجمد الشمالي في غير فصل الشتاء، بل لا يظهر قبل أيلول (سبتمبر) سنوياً عند نهاية القرن الـ21، مع العلم أنّ مساحة الجليد في ذلك المحيط كانت 8 ملايين كيلومتر مربّع في بداية القرن العشرين.

-     إذا استمرت الأحوال الراهنة في التلوث، ترتفع الحرارة بـ4 درجات مئويّة عند نهاية القرن الحادي والعشرين. وفي المقابل، إذا نجحت جهود خفض انبعاثات هذه الغازات، فلربما لا يزيد هذا الارتفاع عن 0.9 درجة مئويّة.

-     يتزايد الاضطراب في نظام الرياح والأعاصير والأمطار بطريقة تتسبّب بكوارث متوالية وواسعة، خلال القرن الـ21. ولعل ما حدث في ولاية فلوريدا من ضربات متكرّرة للأعاصير، خصوصاً "ميلتون"، من الأمثلة على ذلك.

-     تزيد وتيرة الأعاصير الآتية من المحيط الأطلسي التي تفوق سرعتها 210 كيلومترات بقرابة ضعفي عددها حاضراً. وينطبق الوصف عينه على اندلاع النيران في غابات أوروبا وأميركا الشماليّة.

-     يصل الأوزون على ضعفي معدّلاته الحاضرة فوق أوروبا، ملامساً الـ110 ميكروغرام في المتر المكعب من الهواء.

-     تشهد 39 في المئة من الكرة الأرضيّة أحوالاً مناخيّة متطرّفة لا سابق لها إطلاقاً.

 

إبحث عن الديموغرافيا

 

-     في ختام القرن الـ21، يرتفع متوسط الأعمار المتوقّعة إلى قرابة 92.5 سنة بالنسبة إلى اليابان، التي تتمتّع بأعلى معدل للأعمار حاضراً.

-     مع استمرار التطوّر في بلدان الجنوب، يصبح معظم السكان متمتعاً بالكهرباء والطرق والخليوي ومياه الشفة. وتصل معدل تغطية الخليوي إلى 150 في المئة في 2060، وربما قبل ذلك مع تطوّر الاتصالات الفضائية عبر شبكات مثل "ستارلينك".

-     يصبح ثلثي البشر من سكان المُدن في العام 2100.  

-     يجد العالم نفسه مندفعاً بقوة الى اكتشاف مزيد من مصادر المعادن، لأنّ استمرار استهلاكها في معدّلاتها حاضراً يعني عدم قدرة المصادر الحاليّة على الاستجابة للتصاعد في الحاجة إليها. وينطبق الوصف خصوصاً على الألمونيوم والكوبالت واليورانيوم والنيكل والنحاس والفضة والإيتين والزنك والذهب والإنديوم والقصدير والانتيمون.

-     مع تقدّم المواصلات، يبلغ معدل تنقل الفرد قرابة 10476 كيلومتراً سنويّاً عند منتصف القرن الـ21، فيما كان الرقم عينه 1814 كيلومتراً في العام 1960.

-      يصل معدل محو الأمية إلى 97.6 في المئة في 2060، مع زيادة مماثلة في الوصول الى التعليم الثانوي، في نهاية القرن الـ21. ويتمكّن قرابة نصف سكان الأرض من متابعة تحصيل جامعي.  

-     في 2100، تنخفض خطوط الهاتف الأرضيّة الثابتة إلى 3.4 لكلّ ألف شخص.

-     يتوقّع أن يرتفع معدل استهلاك الفرد للطاقة المتأتيّة من الأكل مترافقاً مع زيادة قويّة في استهلاك البروتين الحيواني، على رغم بقاء التوزيع بين أصناف الغذاء ثابتاً.

-     يتراجع الفقر لكنّه يستمرّ في ضرب حياة ما يتراوح بين 100 مليون و900 مليون شخص، حتى العام 2100!

-     يختفي 40 في المئة من أصل 6000 لغة منطوقة حاضراً.

ووفق المعطيات الديموغرافيّة، ترتفع أعداد المؤمنين بالأديان، مقابل انخفاض أعداد العلمانيين والملحدين. وتتزايد أعداد المسيحيين عند نهاية القرن الـ21، بـ4 أضعاف، والمسلمين بثلاثة أضعاف، والهندوس بمقدار الضعفين، والأديان الصينية بمقدار 50 في المئة.

اقرأ في النهار Premium