النهار

يتناول البعض أدوية الضغط في الصباح، فيما يفضل آخرون تناوله مساءً. لكن الأطباء ينصحون بتناوله في توقيت محدّد يومياً، لا يختلف بين يوم وآخر. فما الحقيقة وراء ذلك؟

ما التوقيت الأنسب لتناول دواء الضغط؟

في مؤتمر "الجمعية الأوروبية لأمراض القلب"، الذي عُقد في بداية شهر أيلول (سبتمبر) 2024، أكد بحثان جديدان أنه لا أهمية للوقت عند تناول دواء الضغط، وفق ما نشر في Medisite.

وللتذكير، وُلِد هذا الجدال حول التوقيت الأنسب لتناول دواء الضغط من مبدأ أن ارتفاع ضغط الدم ليلاً يُنذر بخطر الإصابة بذبحة قلبية، ويعتبر من المؤشرات التي تدعو إلى القلق. بالتالي، ظهرت آراء تدعو إلى تناول دواء الضغط في المساء بهدف تجنّب ذلك الخطر. 
وفي دراسة إسبانية، نُشرت في عام 2019، برز تأكيد على هذه النظرية.

المهم ألا تنسى!

في المقابل، خالفت الدراستان الحديثتان اللتان قدّمتا في مؤتمر "الجمعية الأوروبية لأمراض القلب" مع تلك النظرية. وأكد باحثون في الدراستين أنه يمكن الجزم بأن فوائد ومخاطر أدوية الضغط لا تتغير مع تبدّل توقيت تناولها خلال اليوم، سواء أكان ليلاً أو نهاراً.

لهذا، مال أولئك الباحثون إلى النصح بتناول هذه الأدوية وفق تفضيلات كلّ فرد والوقت الأنسب له، وشدّدوا على أن الشرط الأهم في تناول هذه الأدوية يكمن في اختيار وقت يقلّ فيه احتمال نسيان تناولها فيه!
للتوصل إلى هذه النتائج، تابع الباحثون 3357 مريضاً كندياً يعانون ارتفاعاً في مستويات ضغط الدم. وتناول المشاركون بشكل عشوائي أدوية الضغط في الصباح أو في المساء قبل موعد النوم. كذلك تابعت الدراسة الثانية 776 مقيماً في كندا بين عامي 2020 و2024.

وفي الدراستين، تبين أنه ما من فائدة إضافية ولا من ضرر في تناول دواء الضغط مساءً، قبل موعد النوم، أو صباحاً، مما يحسم الجدل حول هذه المسألة. ويؤكد ذلك أنّه يجب ألا يقلق المرضى بشأن هذه المسألة بل الأهم هو أن يحدّدوا موعداً ثابتاً لتناول دواء الضغط تجنباً لنسيانها.