النهار

الاستراحات التكنولوجية بوصفها "هدنات" مع الخليوي تعالج تشتت التركيز الذهني للطلاب
المصدر: النهار، مواقع علمية
يُثار دائماً جدال حول تأثير الهواتف الذكية على الطلّاب داخل الصفوف الدراسية. إذ يخشى البعض من أن يؤدّي استخدامها إلى تشتيت انتباه الطلّاب وتقليل مستوى تحصيلهم الأكاديمي. وهنالك دراسة جديدة ومثيرة عن ذلك.
الاستراحات التكنولوجية بوصفها "هدنات" مع الخليوي تعالج تشتت التركيز الذهني للطلاب
التركيز الذهني للطلاب أساس العمل التعليمي (بنتريست)
A+   A-

أصبح الهاتف الخليوي جزءاً من حياتنا اليومية، ولا سيما بين الشباب الذين يعتبرونه وسيلة رئيسيّة للتواصل الاجتماعي، التعلّم، والترفيه. ومع ذلك، يُثار دائماً جدال حول تأثير الهواتف الذكية على الطلّاب داخل الصفوف الدراسية. إذ يخشى البعض من أن يؤدّي استخدامها إلى تشتيت انتباه الطلّاب وتقليل مستوى تحصيلهم الأكاديمي. وعلى الرغم من هذه المخاوف المستمرّة، تقدّم دراسة جديدة رؤية مختلفة عن كيفية التعامل مع الهواتف الذكية في البيئة التّعليميّة، وتقترح السماح للطلاب باستخدام هواتفهم مرّات محدّدة وبشكل مُجدْوَل لمدة لا تتجاوز دقيقة لكل مرّة  خلال الحصص الدراسية، ما قد يقلّل مجموع استخدامهم للهواتف، وربما يسهم في تحسين أدائهم الأكاديمي.

 

في البحث عن التركيز الضائع

تساعد الهواتف الذكية الطلاب في تتبع المواعيد المهمّة، وتذكيرهم بمهامهم، وتعزّز التواصل بين الطلاب والمعلمين خارج نطاق الحصّة الدراسية. وفي المقابل،  قد يتحول الخليوي إلى مصدر للإلهاء وتشتيت تركيز الطلبة. وتشير الأبحاث إلى أن الطلاب يستخدمون هواتفهم لأغراض غير أكاديمية بمعدل يصل إلى 10 مرّات في اليوم الواحد، ما دفع العديد من المؤسسات التعليمية إلى حظر استخدام الهواتف داخل الصفوف.

ومع استمرار هذه القيود، فكَّر بعض البحاثة في إمكانية تحقيق توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وبين تشتيت الانتباه الذي تُحدِثه الهواتف الذكية.

وفي دراسة أجراها باحثون أميركيون، جرى التدقيق في تأثير السماح للطلاب باستخدام الهواتف لفترات قصيرة منضبطة أثناء الحصص الدراسية، ورصد إمكانية  أن يؤدي ذلك إلى تحسين تركيزهم وأدائهم الأكاديمي.

وفقاً للبروفيسور رايان ريدنر، الباحث الرئيسي في جامعة جنوب إلينوي وكاتب أول لدراسة "الحواجز في التعليم"، فإن تخصيص وقت محدّد لاستخدام الهاتف خلال الحصص الدراسية يمكن أن يقلّل من رغبة الطلاب في استخدام الهواتف بشكل متكرّر.

وبحسب ريدنر، "أنجزنا التقييم الأول من نوعه لاستراحات التكنولوجيا داخل الفصول الدراسية في الجامعات. وتبيّن أن دقيقة واحدة قد تكون كافية لتلبية حاجة الطلاب لاستخدام الهواتف وتقليل تشتيتهم خلال الحصة.".

 

الأقل أفضل

 في الدراسة، دقّق الباحثون في فعالية فترات الاستراحة التكنولوجية بأطوال مختلفة هي دقيقة، دقيقتان، وأربع دقائق، على مدار فصل دراسي كامل. في بعض الصفوف، أدخلوا أيضاً "فترات أسئلة" بمُدَدٍ تساوي الأطوال المذكورة آنفاً، ولكن من دون السماح باستخدام الهواتف. وخلال هذه الفترات، جرى تشجيع الطلاب على طرح أسئلة بدلاً من استخدام هواتفهم.

أظهرت النتائج أن الطلاب الذين استفادوا من فترات الاستراحة التكنولوجية كانوا أقل ميلاً لاستخدام هواتفهم مقارنةً بالصفوف التي تضمّنت فترات طرح الأسئلة. ومن المثير للاهتمام أن فاعلية الاستراحات التكنولوجية بلغت أعلى مستوياتها حينما اقتصرت مدة كل استراحة على دقيقة واحدة. وبحسب ريدنر، "قد يتمثل السبب بأن دقيقة واحدة كافية لتلبية احتياجات الطلاب من دون الغرق في مراسلات طويلة، في حين أن إعطاءهم وقتاً أطول قد يدفعهم إلى إرسال رسائل متعدّدة وتلقّي الردود خلال الحصة، ما يزيد من تشتت تركيزهم الذهني".

 

تحسين الأداء الأكاديمي

إلى جانب تقليل استخدام الهواتف، لاحظ الباحثون ارتفاعاً في نتائج الاختبارات لدى الطّلاب الذين شاركوا في الصفوف التي اعتمدت على استراحات التكنولوجيا. إذ ارتفعت تلك النتائج بما يزيد على  الـ80٪ في تلك الفصول، ما يشير إلى أن تقليل التّشتيت يؤثر إيجاباً على الأداء الأكاديمي. ووفق ريدنر، "نأمل أن تعكس هذه النتائج تقليلاً في تشتيت انتباه الطلاب خلال الحصص الدراسية، ما يؤدّي إلى أداء أفضل في الاختبارات.".
أشار الباحثون إلى أنه من غير المرجّح أن يتصرّف الطلاب بشكل مختلف لأنهم يعرفون أنهم يخضعون للمراقبة، وهو ما يسمّى "تأثير المراقبة". وأضاف ريدنر أن "هذا التأثير عادةً ما يحدث في بداية الدراسة ويتضاءل مع مرور الوقت. قد يحدث شيء من ذلك في المراحل المبكرة من الدراسة، لكننا لسنا مقتنعين بأنه خلَّف الكثير من التأثير".

وعلى الرغم من أن النتائج تشير إلى فاعلية فترات الاستراحة التكنولوجيّة القصيرة، يقرّ الباحثون بوجوب التعمّق  في فهم الأبعاد المختلفة لتلك الظاهرة. وكذلك يأمل العلماء أن تشجّع هذه النتائج الباحثين والمعلّمين على تجربة استراتيجيات جديدة في تقليل استخدام الهواتف داخل الفصول الدراسية، من دون الحاجة إلى فرض عقوبات صارمة على الطلاب.

إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium