النهار

بعد تسجيل أوّل حالة كوليرا في لبنان... كيف تحمي نفسك؟
المصدر: النهار
بعد تسجيل أول حالة كوليرا في لبنان في منطقة الشمال، حذرت "منظمة الصحة العالمية" من أن خطر الانتشار مرتفع للغاية وكبير جداً. وبرغم من حملة التطعيم ضد الكوليرا التي نهضت بها وزارة الصحة في شهر آب (أغسطس) الماضي، والتي شملت 350 ألف شخص يعيشون في مناطق شديدة الخطورة، إلا أن تصاعد العنف أدى إلى توقف الحملة. وأسهم النزوح الكثيف والحاد في مفاقمة خطر انتشاره من جديد.
بعد تسجيل أوّل حالة كوليرا في لبنان... كيف تحمي نفسك؟
الكوليرا في لبنان (ارشيف النهارلا)
A+   A-

 بعد تسجيل أول حالة كوليرا في لبنان في منطقة الشمال، حذرت "منظمة الصحة العالمية" من أن خطر الانتشار مرتفع للغاية وكبير جداً. وبالرغم من حملة التطعيم ضد الكوليرا التي نهضت بها وزارة الصحة  في شهر آب (أغسطس) الماضي، والتي شملت 350 ألف شخص يعيشون في مناطق شديدة الخطورة، إلا أن تصاعد العنف أدى إلى توقف الحملة. وأسهم النزوح الكثيف والحاد في مفاقمة خطر انتشاره من جديد.

أبدى ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، عبد الناصر أبو بكر تخوفه "من حدوث موجة وباء للكوليرا تصيب النازحين لأن انتشارها سيكون سريعاً".

 

ماذا تعرف عن الكوليرا؟

 

شهد لبنان أول تفشٍّ للكوليرا خلال 30 عاماً بين عامي 2022 و2023، وخاصة في شمال البلاد. ويعدّ الكوليرا مرض بكتيري ينتشر عادة عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وتتمثل  خطورتها بأنها قد تصبح قاتلة إن لم تعالج بطريقة سريعة.

نجحت بعض الدول في القضاء كلياً على الكوليرا من خلال تعزيز الصرف الصحي الحديث ومعالجة مياه الشرب.  ولا زالت دول أخرى ومنها أفريقيا وجنوب شرق آسيا، تعاني من انتشار تلك العدوى حتى اليوم.

ويرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا حينما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في ظروف الازدحام من دون وجود مرافق الصرف الصحي الملائمة.

الوقاية ضرورية لتفادي انتشار الكوليرا. ويتجسّد الخبر  المطمئن بأن العلاج موجود وسهل والتشخيص المبكر يمنع تفاقم الحالة، وفق ما نشر موقع "مايو كلينك" Mayo Clinic العلمي الشهير.


تنبّهوا إلى هذه الأعراض

قد لا يعرف كثيرون أنهم أصيبوا ببكتيريا الكوليرا، وربما عانوا أعراضاً بسيطة أو متوسطة إلا أنهم قد ينقلون العدوى إلى الآخرين. تبقى البكتيريا في براز الشخص في مدة تتراوح بين سبعة أيام حتى الأسبوعين. وقد تنتقل العدوى أيضاً من طريق المياه الملوثة.

في بعض الأحيان، يعاني البعض أعراضاً شديدة تظهر بعد أيام من الإصابة. وعموماً، تشمل أعراض الكوليرا:

* الإسهال الذي قد يُسبّب فقداناً كبيراً للسوائل من الجسم.

* الغثيان والقيء: يظهران في المراحل الأولى من الكوليرا، وقد يدومان ساعات عدة.

* الجفاف بأنواع تتراوح بين البسيط والحاد الذي يُشَخَّص حينما يخسر الجسم أكثر من 10 في المئة من وزنه. ويترافق الجفاف مع فقدان الأملاح.

يسبب الجفاف فقدان سريع للأملاح المعدنية من الجسم، كالصوديوم (ملح الطعام) والبوتاسيوم والكلوريد وغيرها، وهي  المسؤولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك.

 

أملاح وسوائل

 

تؤدي اضطرابات الأملاح المعدنية في الجسم إلى أعراض خطيرة، أهمها:

- تقلّصات مؤلمة في العضلات 

- صدمة نقص السوائل والأملاح. تعتبر من المضاعفات الخطيرة للجفاف، ويرافقها انخفاض كمية الدم وتدني ضغطه، ونقص  في الأوكسجين في الجسم. وقد تؤدّي إلى الوفاة. 

 

وتحدث حالات الكوليرا في جميع أنحاء العالم، لكن متابعتها تحدد مدى تفاقم الحالة. وإذا أُصبت بإسهال شديد بعد زيارة منطقة فيها كوليرا نشطة، لا تتردد في زيارة الطبيب.

 

مصادر العدوى

 

قد لا تُسبب الكوليرا المرض لكل من تصيبه عدواها التي قد تنتقل عبر البراز أو بواسطة الطعام أو المياه الملوثة التي تعتبر  المصدر الرئيس لانتشار العدوى.

* سطح التربة أو الآبار العامة الملوثة، من المصادر  المتكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع. ويتفاقم الوضع مع الاكتظاظ وغياب المرافق الصحية وسوء الصرف الصحي. 

* المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة بعناية. 

* الفواكه والخضراوات النيئة

* الحبوب: قد يؤدي تلوث حبوب مثل الأرز، في مرحلة ما بعد الطهو، خصوصاً حينما تُحفَظ في درجة حرارة الغرفة لساعات عدة.

المضاعفات

تعتبر  الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة. ويحدث ذلك بسبب الفقد السريع والكبير للسوائل والأملاح المعدنية. وفي الحالات الشديدة، قد يقضي المريض خلال ساعات  قليلة. وفي الحالات الأقل حِدَّةً، قد تحدث الوفاة في حال استمرار المرض وعدم تلقّي العلاج المناسب طيلة أيام.  

ما هي المضاعفات الخطيرة؟

- انخفاض نسبة السكّر في الدم التي تُسبب مضاعفات خطيرة منها نوبات مرضية أو فقدان الوعي وحتى الوفاة.

- تدني مستويات البوتاسيوم  بما يؤثر على عمل القلب ووظائف الأعصاب. وهو ما يُشكِّل خطرًا على الحياة.

- الفشل الكلوي الذي يحدث نتيجة نقص السوائل، وتدني إدرار البول، وتتراكم كميات فائضة من الأملاح المعدنيّة والمواد المضرّة التي يتخلّص منها الجسم عادة عبر الكلي.

الوقاية هي السلاح الأنجح

تعتبر الوقاية الوسيلة الأنجح لتفادي المرض أو نقل العدوى إلى الآخرين، يكفي اتباع بعض التوصيات والنصائح التي قد تساعد في تقليل الخطر.

اغسل يديك بالصابون والماء بشكل متكرِّر، خصوصاً بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام.

اشرب الماء الآمن، بما في ذلك المياه المعبَّأة في زجاجات أو الماء الذي قمت بغليه أو تعقيمه بنفسك.

تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن تماماً. وتجنَّب قدر الإمكان طعام الباعة المتجولين.

تجنَّب السوشي، وكذلك الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح من أي نوع.

التزم بالفواكه والخضروات التي يمكنك تقشيرها بنفسك، مثل الموز والبرتقال والأفوكادو. وابتعد عن السلطات، والفواكه التي لا يمكن تقشيرها مثل العنب والتوت.

تذكر أن اللقاح متوفر وهو السلاح الأمضى ضد الكوليرا. وتسهّل الوقاية من الكوليرا مع اللقاح الذي يتوفر على شكل جرعة سائلة تؤخد عبر الفم.

 

اقرأ في النهار Premium