من جديد طفت إلى السطح هذا الأسبوع قضية هجرة الأدمغة الجزائرية إلى الغرب بشكل غير مباشر،
حالات كثيرة أدّت إلى نزيف مميت نتيحة الإصابة بحوادث مرور أو حوادث عمل خطيرة أو أسلحة، من دون أن ينجح التدخّل الطبي في إنقاذها في الوقت المناسب.
يهدف الباحثون في جامعة "سنترال فلوريدا" لمنع مثل هذه المواقف الخطيرة، من خلال تطوير ضمادة اسفنجية تحتوي ذلك الهلام المبتكر، ما يمكنها من وقف النزيف ومحاربة الميكروبات.
وأخيراً، نُشرتْ تفاصيل هذه الضمادة الجديدة في مجلة "بيومتيريالز ساينس" Biomaterials Science.
"ما يحدث في الميدان أو أثناء الحوادث هو أن المرضى قد يموتون بسبب النزيف الحاد"، هذا ما يؤكّده كاوسيك موكوبادياي،أستاذ مساعد في علوم وهندسة المواد في جامعة سنترال فلوريدا وأحد مؤلفي الدراسة.
بحسب رأيه، "تحدث هذه الوفيات عادةً خلال أول 30 دقيقة إلى ساعة. لذلك كانت فكرتنا في تطوير حل بسيط جداً وفاعل في وقف النزيف خلال تلك الفترة الزمنية. إذا تمكنت من إنقاذ المريض،عندها يمكن للأطباء والممرضين استكمال الرعاية وإنقاذ حياته".
أشبه برغوة
تسمّى هذه الطريقة التي طورها موكوبادياي مع فريقه "سيلفوم" SilFoamلأنها تشبه الرغوة، بحسب موقع "ساينس دايلي" Science daily.
يتكوَّن SilFoam مزيجاً من مادتي السيليكون والأوكسجين. وتكون كل منهما معزولة عن الاخرى. وحينما يُصار إلى مزجهما من طريق الحقن المباشر. وتنتج من ذلك رغوة هلامية إسفنجية تنتشر وتمدد بسرعة داخل الجرح في أقل من دقيقة. وبفضل التمدد السريع، يحدث ضغط على الجرح. ولإعطاء فكرة عن ذلك، فإن كل 5 مليلترات من الهلام تتمدّد إلى حوالى 35 مليلتراً . وتحتوي الرغوة أيضاً على أكسيد الفضة المضاد للجراثيم.
وفي هذا السياق، يشرح موكوبادياي"في أي وقت يحدث فيه نزيف غزير، ترغب في الضغط عليه لإيقافه. إن ما فعلناه هنا لا يختلف كثيراً عن ذلك. وبدلاً من وضع اليد، قمنا بحقنه، ما يؤدي إلى توسع كبير".
تتميز الضمادة بأنها سهلة الالتصاق والإزالة، بحيث لا تتعرض الأوعية الصغيرة للتمزق، لأنها مصنوعة بطريقة حرفية تضمن لها الإلتصاق بالعضلات والأوردة والشرايين، ما يساعد في منع تسرّب الدم.
كاوسيك موكوبادياي، أستاذ مساعد في علوم وهندسة المواد في جامعة سنترال فلوريدا، وطالبة الدراسات العليا بريثا ساركار في مختبر موكوبادياي.
تقليل خطر العدوى
في سياق ذلك الابتكار، تولَّت ميلاني كوثوب، أستاذة في كلية الطب في جامعة "سنترال فلوريدا"، مهمّة البحث عن العنصر المضاد للبكتيريا. وقد وجدت في أكسيد الفضة ضالتها المنشودة، وصار جزءاً من الضمادة الرغوية المبتكرة.
وبالتالي، تعتبر كوثوب أن "البحث مهمّ جداً، لأنه في الوقت الحالي، لا توجد علاجات فعاّلة متاحة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات".