النهار

تداخل بين أحوال الجسد والنفس يظهر في العلاقة بين المآكل الحلوة والكآبة
المصدر: النهار، مواقع علمية
أصحاب "الضرس الحلو"، أو الأشخاص الذين يفضّلون تناول الحلويات هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب والسكري، وفقاً لدراسة جديدة أجرتها جامعة سري البريطانية. استخدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة الطب الانتقالي، تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات الطعام لدى أكثر من 180,000 متطوّع في البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وتهدف الدراسة إلى تحديد العلاقة بين تفضيلات الأطعمة والصحة العامة، مما يفتح نافذة جديدة على مدى تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية والجسدية.
تداخل بين أحوال الجسد والنفس يظهر في العلاقة بين المآكل الحلوة والكآبة
A+   A-

هل أنت ممن يسمّون بأنهم من أصحاب "الضرس الحلو"، بمعنى الغرام الزائد بتناول الحلويات؟ إذاً، انتبه! لعلك أكثر قابلية من غيرك للإصابة بالاكتئاب والقلق والسكري وأمراض القلب، وفقاً لدراسة جديدة أجرتها "جامعة سوراي" البريطانية.

واستخدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة متخصصة بعلوم الجينات، تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات عن تفضيلات الطعام لدى أكثر من 180 ألف مسجل في "البنك الحيوي" في المملكة المتحدة. ويضم البنك معلومات تفصيلية عن المؤشرات الصحية والبيولوجية للمسجلين فيه.  وتهدف الدراسة إلى تحديد العلاقة بين تفضيلات الأطعمة والصحة العامة، مما يفتح نافذة جديدة على مدى تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية والجسدية.

 

التداخل بين الآليات النفسية والجسدية

 

اعتمدت الدراسة على تحليل أكثر من 2,900 بروتين و168 مستقلباً في عينات الدم للمتطوّعين. وتمثّل البروتينات والمستقلبات مؤشرات أساسية عن صحة الجسم بما في ذلك الدفاع ضد العدوى وتنظيم وظائف تشمل الهضم والتفكير. 

وبحسب تلك الدراسة التي عرضها تقرير نشر في موقع "ساينس ديلي"، قسَّمَتْ الدراسة المشاركين إلى ثلاث مجموعات غذائية رئيسية. وتمثّلت الأولى في ممن يحرصون على نظام غذائي صحي ويفضّلون تناول الفواكه والخضروات ويتجنّبون الحلويات والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. وضمّت الثانية من يتناولون أنواع المآكل بطريقة عادية، من دون تفضيلات غذائية معينة. وأخيراً، ضمت الثالثة المغرمون بتناول الحلويات بأنواعها، على حساب الفواكه والخضروات.
 ووفقاً للبروفيسور نوفار غايفمان، المشرف الرئيسي على الدراسة والأستاذ في الصحة والمعلوماتية الطبية الحيوية، فإن النتائج أظهرت أن من يفضّلون الحلويات يضحون أكثر اقتراباً من معاناة الكآبة المرضية، بالمقارنة مع غيرهم، بحوالي الـ31% مقارنة بالمجموعات الأخرى. واستكمالاً للتشابك بين الجسد والنفس، تبيّن أن أولئك "المغرمون" أكثر انكشافاً أمام الإصابة بأمراض السكري والقلب والسكتات الدماغية وغيرها.

علامات بيولوجية عن الرغبة في الحلويات

وكذلك تمثّلت إحدى النتائج الرئيسية لهذه الدراسة بأن من تتملكهم الرغبة في الحلويات، ارتفعت لديها مؤشرات جسدية عن  معاناة أمراضٍ التهابية متنوعة في أجسادهم.  
وأشار البروفيسور غايفمان إلى أن "اختيارات الطعام تلعب دوراً جوهرياً في صحة الفرد". ونبّه إلى أن تناول الحلويات أصبح جزءاً من النظام الغذائي اليومي لكثير من الناس، ما يفرض ضرورة التوعية بأهمية الاعتدال في استهلاك الأطعمة الحلوة.
من جهة أخرى، أوضحت الدراسة أن الأشخاص المهتمين بالصحة، الذين يتناولون كميات أكبر من الألياف الغذائية، لديهم معدّلات أقل للإصابة بأمراض القلب والكلى والسكتات الدماغية، مما يعزّز الفوائد الصحية لاتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات.

رسائل صحية

 

تؤكّد الدراسة أهمية التوعية بنمط الحياة الصحي وتفادي الإفراط في استهلاك السكريات المضافة. ووفقاً لتقرير من جهات صحية بريطانية رسمية، يأتي بين 9% و12.5% من السعرات الحرارية اليومية لقاطني المملكة المتحدة من السكريات الحرّة، والتي تشمل السكر المضاف إلى الأطعمة والمشروبات. ويعدّ الكعك والمعجنات والمشروبات الغازية السكرية من أكبر المساهمين في تناول السكر المضاف.
وفي ضوء هذه النتائج، يأمل الباحثون في أن تسهم الدراسة في زيادة الوعي بمدى تأثير  خيارات النظام الغذائي على الصحة النفسية والجسدية، ودعوة الأفراد إلى تبني أنماط غذائية تميل إلى الاعتدال والتوازن بغية المحافظة على صحتهم في المدى الطويل.

اقرأ في النهار Premium