النهار

صرخة عالمية ولبنانية لحماية صحة النازحات وأولوية المياه في الوقاية
ليلي جرجس
المصدر: النهار
تواجه النساء والفتيات في النزاعات المسلحة بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، عدة أشكال من الانتهاكات، منها العنف الجنسي المتصل بالنزاع، والفقر، والبطالة، وغياب الدعم، وكذلك الحرمان من الخدمات العلاجية المنقذة للحياة. وتكشف الأرقام عن أن ما يقرب من تسعين مليون فتاة، أو واحدة من كل خمس فتيات على مستوى العالم، يعشن في منطقة نزاع، ويكتوين بآثار مدمرة على صحتهن الجسدية والنفسية وفرصهن المستقبلية.
صرخة عالمية ولبنانية لحماية صحة النازحات وأولوية المياه في الوقاية
تعبيرية
A+   A-

تواجه النساء والفتيات في النزاعات المسلحة بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، عدة أشكال من الانتهاكات، منها العنف الجنسي المتصل بالنزاع، والفقر، والبطالة، وغياب الدعم، وكذلك الحرمان من الخدمات العلاجية المنقذة للحياة.

 وتكشف الأرقام عن أن ما يقرب من تسعين مليون فتاة، أو واحدة من كل خمس فتيات على مستوى العالم، يعشن في منطقة نزاع، ويكتوين بآثار مدمرة على صحتهن الجسدية والنفسية وفرصهن المستقبلية.

 

المياه أساسية للوقاية من الأمراض

 

في حرب غزة، كانت النساء والأطفال الأكثر استهدافاً للقصف الإسرائيلي، وشكلّن ما نسبته 70 في المئة من المستهدفين المدنيين.

 

وأطلقت “هيومن رايتس ووتش” صرختها عبر تقرير تطالب فيه بأهمية “الوصول إلى المياه ومرافق الصرف الصحي الآمنة الذي يعتبر أمراً ضرورياً للنساء والفتيات لتحقيق النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية. قد يؤدي عدم تلبية هذه الاحتياجات إلى حالات عدوى خطيرة، منها التهاب الكبدي والتهاب المهبل الفطري”.

 

تواجه النساء والفتيات في الملاجئ صعوبة خاصة في الوصول إلى الإمدادات والمرافق، وقد يؤدي نقص الوعي حول صحة الدورة الشهرية، بخاصة بين الرجال والفتيان، إلى تفاقم الصعوبات التي يوجهنها.

 

واليوم، تتجه الأنظار إلى مراكز الإيواء في لبنان بعد أن أدى العدوان المتمادي على لبنان إلى استهشاد المئات وجرح آلاف ودمار متوسع، ونزوح آلاف العائلات إلى أماكن أكثر أماناً بعد اشتداد حدة القصف وحفلة الجنون المتواصلة من الجيش الإسرائيلي على لبنان.

 

وبحسب آخر الأرقام الرسمية، نزح نحو مليون شخص وهذا الرقم يعكس حجم المأساة. وفي الفوضى التي ترافق هذا النزوح وما يترافق معها من تصعيد عسكري متواصل، ينشغل كثيرون بما ستؤول إليه الأيام المقبلة، خاصة بعد أوقات دموية قلبت فيها كل المقاييس.

 

هذا الترقب والخوف يجعل انشغالات الناس في مكان آخر، ويُهمل كثيرون في زمن الحروب والنزاعات صحة النساء والفتيات. وتتحمل النساء وزر الحرب وتداعياتها سيما أن الرجال غالباً ما يتعرضون للأعمال الحربية ومخاطرها المباشرة، ما يحتم مسؤوليات أكبر وأعباء مضاعفة.

 

النساء أمام آفاق النزوح القاتمة

 

وقد تناول هذه الوقائع الدكتور فيصل القاق، الطبيب في دائرة الأمراض النسائية والتوليد في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، وعضو مجموعة خبراء السياسات الخارجية في “منظمة الصحة العالمية”.

 

وأشار إلى تقديرات تفيد بارتفاع نسبة الفتيات والنساء بين من نزحوا، مع ملاحظة وجود عشرات آلاف منهم ضمن العمر الانجابي. وكذلك تضم صفوف النازحين ما يتراوح بين 3 و4 آلاف امرأة حامل.

 

وإلى جانب ذلك، تعاني نازحات كثيرات من الأمراض المزمنة التي باتت علاجاتها متقطعة في ظل النزوح. ويضاف إلى ذلك قائمة من المشاكل الصحية المتعلقة بصحة النساء كمشاكل في الدورة الشهرية وغيرها، التي تتفاقم مع الضغوط والحرب والقلق.

 

وبالرغم من التحديات التي نواجهها اليوم على أكثر من صعيد، يشدد القاق على أهمية أن تبقى صحة النساء من الأولويات لدعمها والتخفيف من الأعباء الناتجة عن هذه الحرب المعقدة والصعبة.

 

وبالتالي من الضروري توفير المعلومات الأولية في مراكز الإيواء التي تجاوزت 700 مركز حتى الساعة، وأهمها أرقام الطوارئ والمراكز الصحية الأقرب إلى مركز الإيواء لمتابعة صحة النساء الحوامل، إلى جانب المراكز الصحية لتأمين الأدوية المطلوبة، والتغذية الاساسية لمنع فقر الدم وسوء التغذية، كذلك اللقاحات الضرورية خلال الحمل، والتيقظ لعلامات او عوارض خطورة في الحمل.

 

إلى جانب النساء الحوامل، هناك النساء اللواتي يتبعن علاجات خاصة لأمراض معينة وهن بحاجة إلى أدوية مزمنة سواء السرطانية أو غيرها. وقد أعلن وزير الصحة عن توفير خط ساخن لكل هذه الحالات، بالإضافة إلى إعلان خط اتصال لمتابعة الصحة النفسية والتي تعتبر أساسية وضرورية في مثل هذه الظروف.

 

التوعية بوسائل تنظيم الأسرة

 

واتصالاً بذلك، يشدد القاق على أهمية عدم إهمال موضوع صحة الدورة الشهرية ويجب أن يكون هناك مقومات النظافة الشخصية وتوافر الفوط الصحية وغيرها من المستلزمات لمنع حدوث الالتهابات والعوارض التي تؤثر على الصحة النسائية.

 

وكذلك يتوجب التنبه إلى عدم حدوث حمل غير مرغوب فيه، مع التشديد على دور التوعية حول موضوع تنظيم الأسرة خصوصاً في الأزمة الممتدة اليوم. وهذا الأمر يتطلب إمدادات أساسية مثل وسائل منع الحمل وأدوية للالتهابات النسائية والمعدية واللقاحات، بالإضافة إلى توفير الأدوات اللازمة للحفاظ على النظافة الشخصية لمنع انتشار الأوبئة والعدوى.

من ناحية أخرى، ونتيجة الضغوط والأوضاع الراهنة الصعبة، قد نشهد زيادة في العنف الجسدي والمعنوي والتحرش، وتلك أمور تُشاهَد في زمن النزاعات والحروب، ما يفرض التنبه لها وزيادة التوعية بهذه الأمور والعمل على تعزيز جلسات دعم للمشاركة في كل الهواجس والهموم والتي تساعد على تخفيف الضغط والقلق والتوتر.

 

وبحسب القاق، فمن ضمن التدخلات الطارئة نعمل لتدريب العاملين الصحيين على كل المستويات على طريقة تقديم الخدمات الصحية ضمن ظروف النزاعات والايواء والطوارئ

لا بد من تتضافر الجهود واستدراك أهمية التركيز والدعم لهذه الشريحة الكبيرة من النازحين، وإدراجهن ضمن اولوية خدمات الصحة الطارئه على اختلافها.

 

خدمات وتنسيق

 

في سياق متصل، تذكر وزارة الصحة بتفاصيل الرعاية الطبية المقدمة للنازحين وتشجعهم على التواصل معها على الخط الساخن 1787، والذي أضيف إليه الخط الساخن 1214 بحيث يكون الرقمان مخصصين لخدمة النازحين وللرد على الاستفسارات المتعلقة بالخدمات الصحية التي يحتاجون إليها، وذلك وفق ما يلي:

 

– تحويل الذين يحتاجون لغسيل كلى إلى المراكز المتخصصة.

 – تحويل مرضى السرطان الذين يأخذون العلاج الإشعاعي إلى أقسام العلاج النهاري في المستشفيات في أماكن النزوح، وكذلك تأمين أدوية مرضى السرطان التي كانوا يستلمونها من الصيدليات، وذلك عبر التواصل على الرقم الساخن 1787 او الرقم 1214 المخصص لمرضى السرطان حصراً.

 – متابعة النساء الحوامل.

 

كذلك ستتفقد الفرق التابعة للوزارة النازحين في مراكز الإيواء لتعبئة استمارات تتعلق بحاجاتهم الصحية حرصاً على عدم حصول أي نقص في الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها.

اقرأ في النهار Premium