يبدو أن الجرذان الإفريقية العملاقة التي تتمتع بحاسة شمّ قوية، قد تنخرط في جهود وقف التجارة غير الشرعية بأنياب الفيل ووحيد القرن وأنواع نادرة من الأخشاب. ويُعرف عن تلك التجارة بأنها مُدانة دولياً لكنها تنشط بشكل واسع وغير مشروع في أرجاء القارة الإفريقية، خصوصاً مناطق الغابات فيها.
اكتشف الباحثون أن هذا النوع من الجرذان قابل للتدرُّب على شمّ أجزاء معينة من الحيوانات المهدّدة بالانقراض، وتستمر في تذكر تلك الروائح لفترة طويلة.
أرباح التهريب وفناء الأنواع الحيّة
ويعتبر الباحثون، أن استخدام هذه الجرذان يشكّل فرصة للضغط على المهرّبين، بالنظر إلى توقّعهم أن تشكّل أداة فاعلة في وقف التجارة غير المشروعة بأجزاء من الحيوانات البرّية المهدّدة بالانقراض، وكذلك الحال بالنسبة لأنواع ثمينة من أخشاب الغابات.
وتذكيراً، لقد استُخدمت تلك الجرذان العملاقة في الكشف على المتفجرات في الجمارك، والتعرف على الجرثومة المسببة للسل في المختبرات الطبية.
وحاضراً، اشتغل فريق من الباحثين على تدريب تلك الفئران كي تصبح قادرة على اكتشاف روائح أنياب الفيلة العاجية وجلود البنغول وقرن وحيد القرن والخشب الأسود الإفريقي، مع الإشارة إلى أنها أنواع بيولوجية مهدّدة بالانقراض.
وأثناء التدريب، جرى العمل على إبقاء أنف الجرذ لفترة معينة في قناع يحتوي كمية مركَّزة من الرائحة المعنية. وبعدها، عمل الباحثون على تقديم روائح أخرى لهم مثل حبوب البن والكابلات الكهربائية. ومع الوقت استطاعت الجرذان التمييز بين الروائح وتحديد الأنواع التي دُرِّبَتْ على اكتشافها، من بين كل أنواع الروائح.
وتبيّن أن الجرذان العملاقة تملك ذاكرة عن تلك الروائح، تستمر طيلة أشهر طويلة، على غرار ما يحصل مع الكلاب المدرّبة.
وكذلك لفت الباحثون إلى الكلفة المنخفضة لاستخدام الجرذان في كشف عمليات التهريب.