النهار

أفكار غذائيّة شائعة على وسائل التواصل يحذّر منها الخبراء
المصدر: النهار، مواقع علمية
قد تكون التغذية من أكثر المجالات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أنها محاطة بكثير من الأفكار الخاطئة التي لا أساس لها من الصحة. نشرت صحيفة "هفنغتون بوست" Huffingtonpost أخيراً، تقريراً تضمن تحذيراً بشأن معلومات غذائية يكثر تداولها على المنصات الرقمية، لكنّها خاطئة وقد تؤثر سلباً على الصحة.
أفكار غذائيّة شائعة على وسائل التواصل يحذّر منها الخبراء
تكثر الأفكار الخاطئة حول التغذية ععلى وسائل التواصل
A+   A-

قد تكون التغذية من أكثر المجالات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أنها محاطة بكثير من الأفكار الخاطئة التي لا أساس لها من الصحة.

نشرت صحيفة "هفنغتون بوست"  Huffingtonpost أخيراً، تقريراً تضمن تحذيراً بشأن معلومات غذائية يكثر تداولها على المنصات الرقمية، لكنّها خاطئة وقد تؤثر سلباً على الصحة. ومن المستطاع عرض مجموعة من تلك الأفكار الخاطئة على النحو الآتي: 
 
أوّلاً: الأطعمة المصنّعة والحميات الصارمة

ليست المشكلة في الأطعمة المصنّعة بحدّ ذاتها، وفق خبراء كثيرين، بل إنّها تكمن  في بعض الأنواع الفائقة التصنيع التي تنجح في جذب كثيرين إليها بسبب أسعارها المقبولة ومذاقها وتوافرها بسهولة. وتميل الشركات إلى جعل الأطعمة أكثر جاذبية للمستهلكين عبر إضافة عبارات مثل "غني بالبروتينات" أو "خالٍ من السكر" أو "ليس فيه دهون" وغيرها، ما يصنع صورة صحية مغلوطة عن ذلك النوع من الأطعمة. ويشمل ذلك الأغذية المصنعة التي تحتوي على مواد تسمّى "لوائد البروتينات"، وهي  تحتوي كميات هائلة من المواد الكيمياويّة المضافة، فيما يتدنّى فيها وجود أيّ عناصر غذائية مهمة؛ وبالتالي، يجدر تجنّبها.
ومن الصيحات الغذائية التي يحذر منها الخبراء أيضاً، تبرز مشكلة الحميات الصارمة. إذ يجب تذكّر أن التوازن والتنوّع أمران أساسيّان في الطعام، وجودة المآكل أكثر أهمية من الاقتصار على مجرّد احتساب السعرات الحرارية التي يُرتأى أنها لازمة للحفاظ على جسم رشيق.

 
ثانياً: مسألة "النفخة" وضرورة الأطعمة الكاملة

تُكثر منصات التواصل من الحديث عن "النفخة" في الأمعاء مع التحذير منها واعتبار أنها قد تعبّر عن حالة عدم تقبّل الطعام أو أنواع معينة منه كالغلوتين واللاكتوز .

وفي الواقع، يعتبر خبراء التغذية أنّ القليل من النفخة قد يدلّ على وجود بكتيريا جيدة في الأمعاء. ويضاف إلى ذلك أنّ تلك الظاهرة لها أسباب متعدّدة، ولا يقتصر الأمر على علاقتها مع الأطعمة. وتكراراً، يجب التفكير دوماً بالتركيز على التنوّع، وعدم الامتناع عن صنف من المآكل إلّا لسبب يُحدده الطبيب أو خبير التغذية. 
في ذلك السياق، ثمّة فكرة خاطئة مفادها أنّ الأطعمة الكاملة كالشوفان، تسبّب النفخة. وقد أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يستهلكون الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين بانتظام يتمتّعون بصحة أمعاء أفضل ممّن يمتنعون عن تناولها كونها تحتوي على مواد تنشّط تكاثر البكتيريا والطفيليات والخمائر المفيدة للصحة في الأمعاء. 

ثالثاً: هل من خدعة في المُتداول عن "السامّ" و"المسبّب للالتهابات"؟

يسهّل التداول على وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات قصيرة وقوية الوقع كـ"مكوّن سام" و"مادة تسبّب التهابات". يعتبر خبراء التغذية أنّ هناك "خدعة" تختفي خلف تلك الشعارات، وليس ثمّة طعام سيّئ بالمطلق أو آخر جيد بالمطلق. يجدر البحث عن الرأي العلمي دوماً حينما تضرب أبصارنا تلك العبارات.

رابعاً: الشكاوى غير المدعومة علميّاً

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتقدّم البعض بشكاوى متنوّعة ويعترض على أمور  كثيرة. وثمة أسئلة كثيرة حول هذا الشأن. ما مدى صحة تلك الادّعاءات؟ وما الذي يسندها؟ هل من أساس علميّاً لها؟ يجب ألّا تصبح الأقاويل أساس خياراتنا الغذائية، خصوصاً أنّنا نملك أدوات للتدقيق فيما يُنقل إلينا.

خامساً: تحوّل البروتينات إلى هاجس

في أحيان كثيرة، تبدو الأمور كأنّها خرجت عن السيطرة، وتحولّت البروتينات إلى هاجس. نلاحظ كلنا أنّه يتمّ التركيز حالياً على البروتينات كمصادر غذائية أساسية، فيما لا يجري التشديد على أهمية معدلات الألياف أو البوتاسيوم والكالسيوم في الغذاء، على الرغم من أهميتها للصحّة.

في الواقع، يبقى الاعتدال والتوازن والتنوّع أركاناً أساسية في التفكير السديد بالأغذية والأطعمة والحميات المتنوّعة، مع ضرورة الابتعاد عن المبالغة، وكذلك التفكير ملياً في ما يُرمى علينا من المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

اقرأ في النهار Premium