النهار

في مستهل فعاليات "منتدى المرأة العالمي دبي 24" المنعقد تحت بشعار "قوة التأثير" Global Women’s Forum, Dubai 24- The Power of Influence يومي 26 و27 نوفمبر (تشرين ثاني) الجاري، تحدّث الطبيب الهندي الأميركي الذائع الصيت دياك تشوبرا، المتخصص في الطب المتكامل Integral Medicine.

وجاءت كلمته التي استمرت عشرين دقيقة ضمن جلسة رئيسية صباحية لليوم الأول من المنتدى، وقد استضافتها القاعة الرئيسية ضمن مساق "العمل على صناعة الأمل". وقد انعقد المنتدى تحت رعاية حكومة دبي و"مؤسسة دبي للمرأة"  Dubai Women Establishment.

 وبعد ظهيرة اليوم الأول من المنتدى، ضمن أعمال "منصة التنقل"، وقَّع تشوبرا أيضاً كتابه الأحدث الذي اشتهر بعنوانه الرئيس "جسد كمومي"  Quantum Body (باللغة الإنجليزية، صدر في أواخر العام 2023)، مع عنوان فرعي "المفهوم الجديد عن عيش حياة أطول وأكثر صحة وأشد حيوية"  The New Concept of Living A Longer, Healthier & More Vital Life. وقد وضعه بالتعاون مع البروفيسور جاك تسوزنسكي، الاختصاصي في علوم الفيزياء، والبروفيسور بريان فرتيج، الأستاذ الأكاديمي في العلوم الطبية.

ولعلها مصادفة أن الكتاب الأول الذي وضعه تشوبرا في 1989، قبل 35 سنة، تضمن الفيزياء الكمومية في عنوانه Quantum Healing: Exploring the Frontiers of Mind/Body Medicine [الشفاء الكمومي: استكشاف حدود طب العقل/ الجسد]. وقد وضع ذلك الكتاب بنفسه منفرداً، من دون الاستعانة بخبرات علمية عن الفيزياء الكمومية، على نحو ما أشار إلى أنه فعله في كتابه الأحدث "جسد كمومي"، خصوصاً عبر مساهمة تسوزنسكي فيه.

وعلى نحوٍ معروف، فإن الكتاب الذي أطلق شهرة تشوبرا ووضعه في المنصة المرتفعة للنخبة العالمية، حمل عنوان "جسد خارج العمر، عقل يتخطى الزمن" Ageless Body, Timeless Mind وتشير كلماته إلى جسم قد يلامس الخلود ويرافقه عقل دائم الاتقاد.

نحن كائنات كمومية بمزيج من طاقة وضوء

وتذكيراً، تختلف الفيزياء الكمومية Quantum Physics عن بقية أنواعها، خصوصاً الميكانيكية التي أرساها إسحاق نيوتن والنسبية التي نظَّرها آلبرت إينشتاين، بأنها ترسم طرقاً غير اعتيادية للتفاعل بين المادة والزمن والطاقة في الكون. ومثلاً، انخرط آينشتاين في تنظيرات الفيزياء الكمومية لكنه سرعان ما انفصل عنها بعد خلافات علمية معها أبرزها رفضه لمفهوم "التشابك"  Entanglement في الكمومية. وبموجب ذلك المفهوم، قد تتشابك ذرة مع اخرى بواسطة نوع خاص من الروابط بينهما يفرض أن تؤدي حركة أحداهما إلى حركة الاخرى معها، في الوقت نفسه، من دون فاصل زمني، ومهما باعدت المسافات بينهما. مثلاً، إذا تخيلنا أن كرة من ذرات موجودة على الأرض واخرى "متشابكة" معها موجودة في أقصى مجرة "درب التبانة"، فإن تحريك كرة الذرات على الأرض يتزامن مع حركة مماثلة مع الكرة النائية، من دون فارق في الزمن ولا حتى ثانية أو أقل!

رأى آينشتاين في ذلك "التشابك" إلغاء للزمن. ورفضه. واندرج ذلك ضمن أسباب إطلاق آينشتاين عبارته الشهيرة "الله لا يلعب النرد مع الكون"God does not play dice with the universe.

وفي كتابه "جسد كمومي"، يورد تشوبرا أن جسم الإنسان يتضمن فورانات من الطاقة والضوء، ما يعني أنه متصل بشكل أو باخر، مع حقل كمومي، على غرار ما يعتقد بأنها وضعية مواد الكون كلها. ووفق كلمات ترد في موقعه الإلكتروني عن ذلك التصوّر، "خلف مظهر الدم المتدفق في أوردتنا، والنعومة لجلودنا، والعاصفة الكهربائية الصامتة التي تمزق صمت الدماغ؛ نحن كائنات كمومية".

ويشدد تشوبرا على عدم كفاية التفسير العلمي للعلاقة بين الحقول الكمومية والمادة بأنواعها، فما بالك بالإنسان؟ وبالتالي، فإنه يشير إلى أن الإنسان أيضاً فيه سرٌّ كمومي، غير مفسر حتى الآن. ووفق كلماته أيضاً، "أنت سرٌّ يحتاج إلى إجابات كمومية".

واستطراداً، وضع تشونرا نظاماً يرى أنه يكفل تواصل الإنسان مع الكمومية فيه، ما يوصله إلى تحدي حدود الزمان والطاقة. ويميل إلى التلميح بأن جسد الإنسان قابل للعيش مدداً أطول مما يُعتقد به، مع بقاء عقله يقظاً ومتفاعلاً ونابضاً بالذكاء والمعرفة. [عن تفاصيل ذلك النظام، أنظر مقال في "النهار" بعنوان "ديباك تشوبرا داعية التأمّل والمناعة الذاتيّة ومقاومة المرض والشيخوخة"]