هناك مكوّنات مستخدمة للوقاية من اشتعال الحرائق في العديد من المواد التي نستخدمها يومياً في حياتنا وبات معروفاً أنها مضرة بالصحة إلى حد كبير. وقد تناول باحثون صينيون تلك العلاقة بين هذه المكونات واحتمال الوفاة بسبب السرطان بحسب ما نشر في DOCTISSIMO.
تناول الباحثون الصينيون البيانات الخاصة بأكثر من 16000 راشد أميركي والنظام الغذائي المتبع من عام 2000 والأعوام الـ15 التي تلت. وقد تبين أن الأشخاص الذين تعرضوا لهذه المواد بمعدلات أكبر كانوا أكثر عرضة بمعدل 300 في المئة للوفاة بسبب السرطان، بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتعرضون لهذه المكونات بمعدلات أقل. وهذه العلاقة لا تختلف بحسب العمر والجنس ونوعية الغذاء والنشاط الجسدي والوزن. وقد أظهر الباحثون أن ثمة أضراراً واضحة وآثاراً جانبية مباشرة على الهرمونات.
وما يعرف بالـPBDE من المواد الكيماوية المسببة للخلل على مستوى الغدد والهرمونات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات حقيقية في هذا المجال، ما يلعب دوراً مهماً على مستوى نمو الأورام المرتبطة بالغدد مثل سرطان الغدة الدرقية.
وقد ظهرت علاقة مع الإصابة بسرطان الكبد لدى الحيوان والغدة الدرقية لدى الإنسان، وربما سرطان الثدي في دراسات أخرى. هذا ما يؤكد أن ثمة أثراً على الهرمونات، لكن هناك العديد من التساؤلات حول طريقة التأثير. فالسؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه المواد مسببة للسرطان أو ما إذا كانت تساهم في تطوره، ولا يزال الوقت مبكراً لحسم الجدل حول هذا الموضوع.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج هذه المكونات واستخدامها يعتبر ممنوعاً. أما السبب وراء الحذر منها فهو أن مثل هذه المكونات موجودة بكثرة من حولنا. هي موجودة في كل العناصر التي من حولنا وتتراكم في السلسلة الغذائية. يستمر الإنسان بالتعرض لهذه المكونات في الأكل وعبر تنشق الهواء الملوث من هذه المواد.
صحيح أن قسماً من هذه المواد بات ممنوعاً، لكن منها ما لا يزال من المسموح استخدامه. لكن حتى تلك الممنوعة تبقى موجودة في محيطنا. وهي موجودة لا في البلاستيك فحسب والمنازل والسيارات والهواء، بل في الأسماك الغنية بالدهون والزيوت النباتية. وبالتالي من الصعب تجنبها، والطريقة الوحيدة لتجنب المضار الناتجة منها في تهوئة المنزل والسيارة وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة حيث يزيد احتمال وجودها فيها.