مع انتهاء شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بتعليقات ساخرة من العادات الغذائية المنتشرة هنا. فخلال شهر الصيام، يقبل الكثير من المصريين على تناول الأطعمة بأصنافها المختلفة، وخصوصاً الحلويات الرمضانية الشهيرة مثل الكنافة والقطائف.
ومن أكثر التدوينات الساخرة التي تم تداولها على نطاق واسع في صورة نصيحة غذائية، خلال الأيام الماضية: "أدخل بالكعك على خفيف، واسحب الكنافة شوية شوية".
وبالرغم من هذه اللهجة الساخرة من تناول الحلويات التي تتكون من مواد ذات سمعة سيئة على الصحة، وهي الدقيق والسمن والسكر، إلا أن هذه السخرية تعكس اهتماماً متنامياً لدى المصريين بصحتهم.
معلومات مغلوطة
تعلق استشارية التغذية العلاجية والسمنة الدكتورة ليندا جاد على التدوينة الساخرة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "مكونات الكعك مثل الكنافة والحلويات الشرقية الأخرى، جميعها يصنع من الدقيق والسمن والسكر، ولهذا لا يوجد فرق".
وتحذر جاد في حديثها لـ"النهار العربي" من أن "هناك العديد من المعلومات المغلوطة بخصوص كعك العيد، والحلويات الشرقية الأخرى، ومنها الكنافة والقطائف".
وتقول: "ثمة من يقول إن الكعك يسبب أمراضاً، وهذا غير صحيح، لو تناولت الكعك لمدة أسبوع مثلاً، هذا لن يسبب مرضاً لك، ولو تناولت الكنافة والحلويات الشرقية لمدة شهر، لن يحدث لك مرض كذلك. يأتي المرض بعد فترة طويلة من انتهاج أسلوب حياة غير صحيح".
وتضرب جاد مثلاً: "لو كنت تتناول مأكولات مقلية بكثرة، وكميات من الحلويات، ولا تتحرك أو تمارس رياضة، ومواعيد نومك غير منتظمة، فمن المرجح أن تصاب بمرض. الأمراض تحدث نتيجة مجموعة عوامل، ولا تأتي فجأة".
لا تتوقف... ولكن
وتضيف أن "مكونات الحلويات الشرقية تتسبب بعد وقت طويل في ثلاثة أمراض رئيسية، وهي: السكري (النوع الثاني)، وأمراض القلب، وتشمع الكبد. لهذا فإن الأطباء المتخصصين في مرض السكري يقيسون السكّر التراكمي لمدة ثلاثة أشهر كي يستطيعوا تشخيص حالة المريض إذا كان مصاباً بالسكّر أم لا".
لهذا ترى جاد أنه "من الخطأ أن نطلب من الناس أن يتوقفوا عن تناول الكعك في العيد حتى لا يصابوا بالأمراض، فكما قلنا سابقاً المرض لا يأتي فجأة، ولكنه نتيجة أسلوب حياة غير صحي".
وتلفت إلى أن الأمر مختلف بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بمرض مثل السكّر أو القلب أو الضغط، تقول: "هؤلاء يجب أن يكونوا حذرين للغاية عند تناول الكعك، لا نقول إن عليهم ألا يتناولونه مطلقاً، يمكنهم ذلك بكميات محدودة جداً منه، ومرة واحدة في اليوم لا أكثر، لأن ثمة أشخاصاً يتناولون كعكة بعد كعكة، فيجدون أنفسهم وقد تناولوا نصف كيلو في اليوم، على سبيل المثال".
وتعود الاستشارية لتؤكد أنه "على غير المريض أن يحذر أيضاً، خصوصاً في العيد، لأننا على مدار العيد نزور بعضنا بعضاً، ونأكل هنا وهناك، ويصبح تناول الكعك تقريباً على مدار اليوم"، مشددة على أنه "يجب أن نلاحظ كميات الكعك التي نتناولها، ويجب ألا يظل الشخص يتناول الكعك حتى يشبع، ويفضل أن يكون تناول هذه المأكولات صباحاً ونتجنب الأكل ليلاً لأن الحركة تقل، وكذلك الهرمونات التي تقوم بعملية الهضم تكون صباحاً، أما في الليل فعملية الحرق محدودة".