تسبّب الالتهابات الناتجة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر من مليون حالة وفاة في العالم سنوياً، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في العقود المقبلة، ما لم يتمّ تطوير مضادات حيوية جديدة، بحسب الـNIH. انطلاقاً من ذلك، طور الباحثون عقاراً صناعياً يمكن أن يخدم هذه الغاية.
خلال العقود الماضية، طورت البكتيريا آليات عديدة قادرة على مقاومة المضادات الحيوية. كما أنّ طفرات جينية عديدة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات تمنع الحماية التي تؤمّنها المضادات الحيوية في مواجهة البكتيريا والالتهابات الناتجة منها. لذلك، استطاع فريق من الباحثين في شيكاغو، بعد دراسات دامت سنوات لتعزيز دور المضادات الحيوية في مكافحة هذه المقاومة التي للبكتيريا، تطوير عقار صناعي قادر على لعب هذا الدور. وقد أثبت المضاد الحيوي الجديد فعالية في مواجهة السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية لدى الفئران في التجارب، لكن لم تتمّ بعد تجربته على الإنسان.
ويحتوي الدواء الجديد على جزيئات موجودة في الطبيعة. لذلك، يُعتبر أنّه صناعي بشكل جزئي وهو يعتمد على مكون أساسي هو Cresomycin. ومن خلال تقنيتين متطورتين، استطاع فريق الباحثين أن يهزم أكثر الآليات المقاومة للمضادات الحيوية شيوعاً بين البكتيريا.
وفي التجارب على الفئران، تبين أنّ 10 فئران من 10 عاشت لمدة 7 أيام بعد التعرّض لالتهاب ناتج من بكتيريا مسببة للمقاومة على المضاد الحيوي. في المقابل، توفيت 9 فئران من 10 لم تتلق العلاج، وذلك خلال يومين فقط من التعرّض للالتهاب. كما أنّ المكون الأساسي في المضاد الحيوي استطاع أن يوقف نمو البكتيريا في الفئران المصابة بالتهاب نتيجة بكتيريا E Coli المقاومة للمضادات الحيوية، إضافة إلى بكتيريا Pseudomonas aeruginosa.
هذا، وبعد تجربة مكون الـcresomycin على الخلايا البشرية، لم يسبّب أذى يُذكر. ويعمل الباحثون حالياً على الانتقال بالعلاج إلى مرحلة التجارب السريرية.
وحتى الآن ليس هناك أي تأكيد حول ما إذا كان العلاج الجديد بالفعل آمناً وفاعلاً في حال إعطائه للإنسان. لكن التجارب الأولى على الفئران أظهرت نتائج مرضية ومهمّة في مواجهة عدد كبير من البكتيريا والسلالات الجرثومية المسببة لمليون وفاة بين البشر حول العالم، بسبب حالة مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بالمقارنة مع النتائج التي من الممكن الحصول عليها باللجوء إلى مضادات حيوية خضعت للتجارب السريرية، وهي حائزة على موافقة الوكالات الصحية الرسمية.
ففي كثير من الأحيان تحصل مقاومة للمضادات الحيوية عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفطريات مع مرور الوقت، ولا تعود هناك استجابة للأدوية، ما يجعل الحالات الالتهابية أكثر صعوبة مع زيادة صعوبة معالجتها. كما يزيد ذلك من خطر انتشار هذه الأمراض نتيجة فقدان المضادات الحيوية فعاليتها في مواجهة البكتيريا المسببة للالتهابات.