تكثر الحميات التي تلقى رواجاً من حين إلى آخر، لاعتبارها تمتاز بفاعلية عالية لخفض الوزن. من الحميات التي تلقى رواجاً حالياً حمية اللحوم التي تعتمد بشكل أساسي على الأطعمة الحيوانية.
بحسب اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، يمكن ملاحظة الانخفاض في الوزن لدى اتباعها، إنما في الوقت نفسه لها مخاطر يجب عدم التغاضي عنها، لما لها من آثار سلبية على الصحة.
ما هي حمية اللحوم؟
حمية اللحوم من الحميات الخالية من النشويات، وتركّز على اعتماد اللحوم وغيرها من المنتجات الحيوانية بأنواعها كالبيض والسمك. هو نظام يعتمد على البروتينات، ويمكن أن يتناول من يتبعه اللحوم النيئة، فيما تُستبعد باقي الأطعمة بشكل شبه كامل. وتشير أبو رجيلي إلى أنّ من يتبع هذا النظام يهدف إلى خفض الوزن وضبط مستويات السكر في الدم وفوائد أخرى يمكن الحصول عليها. وترتكز هذه الحمية على مبدأ أنّ الإنسان القديم كان يعتمد على تناول اللحوم بشكل أساسي، ولم يكن يعتمد على النشويات والسكريات، فيما انتشرت مؤخّراً العديد من الأمراض. هذا ما ساهم في ظهور حميات تنطلق من هذا المبدأ، كحمية كيتو مثلاً، إضافة إلى حمية اللحوم، والتي تشير أبو رجيلي إلى أنّها تدعو إلى تجنّب الحليب ومشتقاته التي تحتوي على اللكتوز.
لماذا لا تُعتبر حمية اللحوم صحية؟
تكمن المشكلة الأساسية في حمية اللحوم في أنّها لا تحدّد حجم الحصص وكميات اللحوم التي يمكن تناولها، بحيث يمكن تناول اللحوم عشوائياً. كما لا تحدّد عدد الوجبات، ما يسمح لمن يتبعها بالأكل ساعة يشاء وبمجرد الشعور بالجوع أو بالرغبة بالأكل. ويمكن تناول فيها لحوم البقر واللحوم العضوية الغنية بالدهون، للحصول على معدل أعلى من الطاقة والوحدات الحرارية. كما يمكن تناول البيض والعظام والأسماك الغنية بالدهون وثمار البحر، وأي أطعمة لا تحتوي على النشويات، فيما يجب تجنّب الخضراوات فيها والفاكهة وكافة النشويات والحليب ومشتقاته والبقوليات والبزور بأنواعها ومصادر السكر على اختلاف أنواعها في ما عدا الماء. وتعتبر أبو رجيلي هذه الحمية من الحميات الصارمة، لأنّها تحرم من مصادر النشويات والكثير من الأطعمة والمجموعات الغذائية الممنوعة فيها، والتي تُعتبر مصادر صحية. هذا إضافة إلى أنّها تُعتبر من الكميات المكلفة التي لا يمكن أن يتبعها الكل، لاعتبار أنّ كلفة اللحوم هي أعلى.
ومن سلبيات هذه الحمية، إضافة إلى أنّها تحرم الجسم من العديد من العناصر الغذائية، كونها تستثني العديد من الأطعمة الضرورية للجسم والغنية بالعناصر الغذائية، ولا تؤمّن له كمية وحدات حرارية تكفي الجسم. كما أنّها ترفع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. مع الإشارة إلى أنّ هذه الحمية قد تتطلّب تناول أطعمة غنية بالصوديوم، ما يمكن أن يرفع مستويات ضغط الدم. هذا، بالإضافة إلى احتوائها على اللحوم المصنّعة، ما يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويمكن أن تسبّب ايضاً الإمساك للبعض، لأنّها قليلة الألياف، وقد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي. بشكل عام لا تُعتبر تلك الحمية آمنة لكثيرين وبشكل خاص لمرضى الكلى، لأنّها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات.
ولم تتوصل الأبحاث إلى إثبات فوائد بعيدة المدى لهذا النوع من الحميات، خصوصاً أنّها تدعو إلى الإفراط بتناول أطعمة معينة ومجموعات غذائية، في مقابل الحرمان من العديد من مجموعات أخرى.
ما مدى فائدة حمية اللحوم؟
كون الجسم يحصل على كمية عالية من البروتينات تؤمّن الإحساس بالشبع للمدى البعيد، بحيث تؤدي إلى تناول كميات أقل من أطعمة ومن الوحدات الحرارية خلال النهار، وهذا ما يساعد في خفض الوزن. كما يمكن في حال اتباعها الدخول في حالة Ketosis كما في اتباع حمية كيتو، ما يساعد في حرق الدهون المخزنة في الجسم.