كان من الممكن السيطرة على مرض الحصبة منذ عقود في معظم دول العالم، بفضل حملات التلقيح الواسعة التي حدّت من "هجمات" المرض، كما كان يحصل في فترات معينة من السنة بشكل خاص. أما اليوم، فترتفع معدلاته من جديد في دول عديدة في العالم ومنها لبنان، خصوصاً في مناطق معينة منه، مع تراجع معدلات التلقيح. بحسب طبيب الاطفال في المركز اللبناني للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتور آلان صياد، لا يمكن الاستخفاف بمضاعفات الحصبة في حال حصولها، ويمكن أن تهدّد حياة الطفل حتى في حالات معينة.
في أي فترات من السنة نشهد هجمات مرض الحصبة؟
منذ سنوات عدة لم نعد نواجه هجمات الحصبة بفضل حملات التلقيح الواسعة التي أُجريت، وسمحت بالسيطرة عليه. ونشهد هذه الهجمات التي يرتفع فيها عدد الحالات في موسمي الخريف والربيع. لكن في ظل جائحة كورونا، تراجعت معدلات التلقيح في مختلف دول العالم، ما ساهم في عودة بعض الأمراض. وفي لبنان تحديداً، ساهمت الأزمة في تراجع معدلات التلقيح. لكن عادت إلى مستويات جيدة حالياً في بيروت وضواحيها، فيما بقيت المشكلة في الأرياف، حيث بقيت مستويات التلقيح دون المطلوب، وسُجّل ارتفاع في معدلات الإصابة بالمرض.
ما المضاعفات التي يمكن أن تنتج من الإصابة بالحصبة؟
لا تقتصر المشكلة في الحصبة على الطفرة التي يمكن رؤيتها لدى الطفل، بل إنّ خطورتها في المضاعفات التي يمكن التعرّض لها، بحسب ما أوضح صياد. وهذه المضاعفات تحديداً هي السبب وراء التشديد على تلقّي اللقاح لحماية المجتمع، خصوصاً الأطفال منهم. فيمكن أن يسبّب المرض مضاعفات كالتهابات الرئتين وصولاً إلى الوفاة أحياناً، وإن كانت الحالة يمكن أن تكون بسيطة في معظم الإصابات.
هل يُعتبر البعض أكثر عرضةً لمضاعفات المرض؟
لا يمكن معرفة من يمكن أن يصاب بمضاعفات المرض، وهذا ما يدعو إلى تلقّي الكل اللقاح. في المقابل، من الطبيعي أن يكون مَن يعانون أمراضاً مزمنة، ومن يعانون ضعفاً في المناعة، أكثر عرضةً للخطر، وقد يكونون أكثر عرضةً لمضاعفات المرض.
ما الأعراض التي يمكن أن تترافق مع الإصابة بالحصبة؟
كأي من الأمراض الفيروسية، تبدأ الحصبة بارتفاع الحرارة، تليها الطفرة الجلدية وغيرها من الأعراض التي يمكن أن تظهر في الوقت نفسه، كالتعب وأوجاع الجسم. إنما يشدّد صياد على أنّ الحصبة من الأمراض الشديدة العدوى، ويمكن أن تنتقل بسهولة في المجتمعات عبر إفرازات اللعاب بين الأطفال، ما يهدّد بانتشار واسع. والمشكلة الأساسية في أنّ الطفرة الجلدية الواضحة لا تظهر أولاً بل يسبقها ارتفاع في الحرارة، ما يسمح بانتشار واسع للمرض قبل أن تظهر أعراضه الواضحة.
في اي عمر يجب أن يُجرى اللقاح؟
يُجرى اللقاح عادة في عمر السنة ثم تُجرى الجرعة التذكيرية في سن الأربع سنوات. لكن عند حدوث هجمات من المرض، تُجرى حملات تلقيح للأطفال من عمر 9 أشهر للحدّ من انتشاره في المجتمعات، لحماية أكبر عدد ممكن من الأطفال. مع الإشارة إلى أنّه من الممكن أن يصاب الراشدون بالمرض أيضاً، لكن الخطورة الكبرى له قد تكون على الأطفال، خصوصاً أنّه ينتقل بمعدلات أكبر بينهم أيضاً، ويمكن ان يحقق انتشاراً أوسع.