النهار

في مشكلات الجهاز العصبي لدى الأطفال... علامات تنذر بالخطر
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
يترقب الأهل بشوق لحظة ولادة طفلهم، ومن بعدها يتحرقون لرؤية أي علامة تعكس نموه أو تدل إلى اكتسابه مهارة جديدة.
في مشكلات الجهاز العصبي لدى الأطفال... علامات تنذر بالخطر
تعبيرية
A+   A-
يترقب الأهل بشوق لحظة ولادة طفلهم، ومن بعدها يتحرقون لرؤية أي علامة تعكس نموه أو تدل إلى اكتسابه مهارة جديدة. لذلك، قد يكونون أول من يلاحظ أي تأخير في هذا النمو، وهذا ما يشدد عليه الطبيب الاختصاصي في أمراض الجهاز العصبي لدى الأطفال الدكتور ماهر لمع لنشر الوعي حول أمراض في الجهاز العصبي للطفل يمكن أن تظهر من الأشهر الأولى، وأي تأخير في معالجتها يحول دون إحراز أي تقدم، لأن العودة إلى الوراء في هذه الأمراض تكون مستحيلة في كثير من الأحيان بعد حصول الضرر.
كيف تظهر مشكلات الجهاز العصبي لدى الأطفال؟
في اكتشاف مشكلات الجهاز العصبي لدى الأطفال، يبرز دور الأهل ودور طبيب الأطفال. فعلى طبيب الأطفال التحقق في كل معاينة ما إذا كان الطفل يكتسب المهارات الجديدة المطلوبة بما يتلاءم مع النمو الطبيعي لطفل في مثل سنّه. فعلى سبيل المثال، من الضروري أن يكون الطفل قد أصبح قادراً على السيطرة على ثبات رأسه ورفعه في عمر شهرين أو ثلاثة أشهر، أما إذا بدا عاجزاً عن ذلك فتكون هناك مشكلة لا بد من البحث عن أسبابها. كما يجب أن يكون قادراً على الجلوس في عمر 7 أو 8 أشهر. هذا، ويكون قادراً على التفاعل والضحك لدى رؤية والدته في عمر 3 أو 4 أشهر. كثيرون من الأهل يتنبهون لأي تطور أو تأخير في نمو الطفل، فيما يغفل بعضهم عنها. حتى أن البعض يركز على تفاصيل لا أهمية لها ولا علاقة لها بنمو الطفل، وفق ما يوضح لمع، كأن يحبو الطفل في مرحلة معينة وهي مهارة ليس ضرورياً أن يكتسبها كل الأطفال، وإذا لم يفعلوا لا يعكس ذلك تأخيراً في النمو لأنها لا تشكل جزءاً من التطور الحسي الحركي لدى الطفل.
عموماً، يوضح لمع أن ثمة مهارات يمكن الانتظار حتى يتمكن الطفل من اكتسابها دون مشكلة، فيما هناك ما لا يمكن انتظاره وأي تأخير فيه يدل إلى وجود مشكلة تتطلب المعالجة السريعة، ومنها هذه المهارات الثلاث المذكورة أعلاه لاعتباره معايير أساسية في النمو الحسي الحركي للطفل. أما في ما يتعلق بالمشي فلا مشكلة لو استطاع الطفل أن يمشي في أي مرحلة كانت بين عمر السنة والـ20 شهراً. حتى أن النطق يمكن أن يحصل في أي وقت كان بين عمر 11 شهراً و22، ما دامت كل الأمور الباقية طبيعية ويبدو نمو الطفل طبيعياً من النواحي كافة. عموماً، على الطبيب أن يتحقق من أن الطفل مواكب للمعايير الحسية الحركية.
هل يمكن ألا تكون هناك مشكلة وراء التأخير؟
في نسبة 5 في المئة من الحالات، يتمكن الطفل من مواكبة النمو بعد ظهور تأخير لديه. أما في الحالات الباقية فتكون هناك مشكلة حقيقية.
كيف يمكن تشخيص أي مشكلة في الجهاز العصبي لدى الطفل؟
بالدرجة الأولى، يحدد الطبيب الاختصاصي طبيعة المشكلة التي لدى الطفل وما إذا كان الارتخاء ناتجاً من خلل في الأعصاب أو الدماغ أو العضلات، لاعتبار أن أياً منها يظهر بالطريقة نفسها. لذلك، تجرى الفحوص اللازمة للتأكد مما إذا كان هناك اعتلال عضلي مثلاً للتوجه بالفحوص على هذا الأساس. وتجرى عندها بعد الفحص السريري الفحوص المخبرية والتصوير بالرنين المغناطيسي وصولاً إلى الفحص الجيني عند الحاجة في حال وجود أمراض جينية في العائلة.
هل من علاجات لأمراض الجهاز العصبي؟
ثمة علاج لقسم من أمراض الجهاز العصبي لدى الأطفال، فيما لا تتوافر بعد أي علاجات لأخرى ولا تزال الإمكانات الطبية محدودة فيها. إنما في كل الحالات، يعتبر التشخيص المبكر ضرورياً لأن نسبة كبيرة من هذه المشكلات لا تعود قابلة للمعالجة أو للعودة إلى الوراء في الوظائف التي خسرها الطفل. على سبيل المثال، في حال وجود كسل في الغدة الدرقية الذي يظهر من خلال قلة الأكل وانتفاخ البطن والضعف في العضلات، لا يمكن استعادة ما خسره الطفل. ولا بد من تنبيه الأهل إلى أن نوبات الصرع لا تظهر مثلاً لدى الطفل كما تظهر لدى الراشد، بل قد تكون علاماتها مختلفة تماماً كأن يصاب بالجمود للحظات أو من خلال مشكلات في العينين أو بفتح وتسكير اليدين بطريقة معينة. ومن الممكن أن يصوروا هذه العلامات بالفيديو ليراها الطبيب ويحدد أساس المشكلة، في حال ظهور أي حركات غير اعتيادية لدى الطفل. لذلك، يبقى الأهم التوجه إلى الطبيب  لأن التأخير لا يكون لمصلحة الطفل. ومن واجب طبيب الأطفال أن يلفت نظر الأهل ويوجههم إلى الطبيب الاختصاصي.
 

اقرأ في النهار Premium