يعتبر السلوك العدواني متوقعاً لدى المصاب آلزهايمر، في مرحلة ما من ذلك المرض. ويشير ذلك السلوك إلى إحدى الاضطرابات التي يعانيها المريض، وغالباً ما يشكل أحد أهم التحديات لدى من يتعاملون معه، بحسب ما نشر في sante magazine.
ما هو داء آلزهايمر؟
داء ألزهايمر هو مرض يؤدي إلى تدهور في الجهاز العصبي ويؤثر تدريجاً على السلوك والمشاعر وشخصية المريض. وإضافة إلى الاضطرابات في الذاكرة وفي القدرات الإدراكية، يعتبر السلوك من أهم الصعوبات التي يمكن مواجهتها مع مريض آلزهايمر وتشكل تحدياً مهماً للمحيطين به. لكن من المهم معرفة أساس هذا التغيير في السلوك والعدوانية الظاهرة، بهدف التعامل معها بالشكل الصحيح واعتماد السلوك المناسب حتى لا يحتدم الوضع وتزيد الظروف سوءاً في حال حصول مواجهة مع المريض.
لماذا يظهر بعض المرضى سلوكاً عدوانياً؟
لا بد من التوضيح أن السلوك العدواني لا يطرأ فجأة لدى الإصابة بمرض آلزهايمر. إذ تختلف هذه المسألة بحسب المريض وظروفه ومحيطه وموضع الإصابات في الدماغ ومرحلة المرض وجودة المتابعة التي يخضع لها، وأيضاً بحسب علاقته مع محيطه. وقد يحضر هذا السلوك ويولّد تأثيراً مهماً وواضحاً، بل إن بعض المرضى يظهِرون تحولاً جذرياً في الشخصية مع تطور المرض. ويصبح بعضهم انظوائياً ويميل إلى العزلة، لكنه في بعض الأحيان، قد يُظهِر سلوكاً عدوانياً.
وبحسب الخبراء، يعيش المرضى في عالم يختلف عن الواقع المحيط به. وبالتالي، قد يظهر السلوك العدواني غالباً لدى محاولة فرض هذا الواقع على مرضى آلزهايمر، من دون الحرص على تفهّم الحقيقة التي يعيشون في ظلها.
من جهة أخرى، يصاب المرض في مواضع معينة من الدماغ، بعضها مسؤول عن ضبط المشاعر والسلوك، ويربتط بعضها الآخر باتخاذ القرارات أو الذاكرة وغيرها من الوظائف. وتفسر هذه المعطيات ما يظهر على المرضى من ارتباك وتوتر. وهناك عوامل عديدة يمكن أن تساهم في خلق اضطرابات وتؤثر على التوازن لدى مرضى أكثر حساسية وهشاشة وتسبب لديهم نوبات من الغضب.
- الارتباك والخوف: هي من المشاعر الشائعة بين مرضى ألزهايمر. يمكن أن يشعر المريض بالضياع. هذا ما يولد لديه إحساساً بانعدام الأمان ويخلق ردات فعل عدوانية في محاولة الدفاع عن نفسه أمام تهديد ما.
- فقدان القدرة على التواصل تدريجياً: هو من التحديات الجوهرية لمريض آلزهايمر. فعند العجز عن التواصل والتعبير عن مشاعره أو حاجاته، يشعر بالغضب ويغلب السلوك العدواني للتعبير عما يشعر به من إحباط.
- عدم القدرة على تحديد الإحساس بالألم والتعرف عليه. ومثلاً، حينما يشعر المريض بالإرهاق أو الألم، لا يعبر عنه على ذلك النحو، بل قد ينقاد إلى الغضب للتعبير عن ذلك.
- عدم القدرة على تحمل الضغوط: الأنشطة الزائدة والأصوات المرتفعة والمحيط غير المألوف من العوامل التي تسبب انزعاجاً للمريض وتزيد حالته سوءاً، ما ينعكس سلباً على سلوكه.
- الهلوسة: هذا ما يحصل أحياناً تدريجياً مع بعض المرضى، ما يسبب لديهم نوبات غضب. ولنتذكر أن الهلوسة هي الإحساس الذي لا أساس له في الواقع الفعلي. مثلاً، قد يرى المصاب أو يسمع، صوراً أو أصواتاً لا وجود فعلياً لها، ما يفاقم ارتباك علاقته مع الواقع المحيط به، خصوصاً حينما يحاول المحيطون به تنبيهه إلى أن لا وجود فعلياً للأصوات أو الصور الآتية من الهلوسات.
تجدر الإشارة إلى أن السلوك العدواني قد يظهر في إحدى مراحل آلزهايمر، وربما لا يظهر أبداً. ويجب التعامل مع الحالة بحسب كل مريض.
كيف يمكن أن يتعامل المحيطون مع مريض آلزهايمر الذي يظهر سلوكاً عدوانياً؟
- تشجيع المريض على مشاركة مشاعره والتعبير عنها وطمأنته بوجود حل لكل مشكلة.
- تجنب ردات الفعل العاطفية والحفاظ على الهدوء واستخدام نبرة هادئة في مخاطبته مع جمل قصيرة وبسيطة.
- في حال مواجهة المريض صعوبة في التعبير يمكن اعتماد لغة اللمس لتوفير الدعم.
- في حال ارتفاع مستويات الغضب، يجب الحرص على الحفاظ على سلامة المريض حتى لا يؤذي نفسه والابتعاد حتى يهدأ.
- يجب تجنب المواجهة والجدل.
- يجب عدم الرد بالمثل واعتماد السلوك العدواني.
- المحافظة على روح الفكاهة شرط عدم الاستهزاء أو إطلاق الأحكام عليه.
- قدر الإمكان يجب تجاهل نوبات الغضب.