تمّ الإعلان أمس عن إصابة أسماء الأسد (48 عاماً) بسرطان الدم، في بيان أشار إلى أنّ التشخيص أتى بعد ظهور أعراض وعلامات سريرية لديها استدعت إجراء فحوص لها.
على إثر الفحص، تمّ تشخيص إصابتها باللوكيميا من نوع الابيضاض النقوي الحاد، ومن المفترض أن تخضع إلى بروتوكول علاجي يتطلّب شروط عزل وتباعد اجتماعي صارمة.
لوكيميا حادة خطيرة بعد سرطان الثدي
تأتي إصابة أسماء الأسد باللوكيميا اليوم بعد إصابتها بسرطان الثدي، بحسب ما أعلنت الرئاسة السورية في عام 2018، قبل أن تخضع للعلاج وتُظهر استجابة وتتعافى منه.
ووفق ما يوضحه رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" في بيروت الدكتور فادي نصر، من الممكن أن يكون خضوع الأسد إلى علاج لسرطان الثدي على أثر تشخيص المرض لديها، قد زاد من خطر إصابتها باللوكيميا. إذ انّه أحياناً، وفي بعض أنواع العلاجات الكيميائية لسرطان الثدي، قد يزيد خطر الإصابة بنوع معيّن من اللوكيميا الحادة، وذلك بعد مرور 5 أو 10 سنوات من الخضوع للعلاج.
هذا، ويلفت نصر إلى وجود 4 أنواع من اللوكيميا، بدءاً من نوعين أساسيين هما اللوكيميا الحادة وتلك المزمنة، ومن ضمنهما هناك اللوكيميا التي أصلها خلية لمفاوية، وهو ابيضاض الدم اللمفاوي، وتلك التي أصلها نقوي وهو ابيضاض الدم النقوي. وفيما تُعتبر حالات اللوكيميا المزمنة سهلة المعالجة، ويمكن أن يتعايش معها المريض في ظلّ علاج طويل الأمد، فلا تشكّل خطراً على الحياة وهي الأكثر سهولة، تُعتبر اللوكيميا الحادة وتحديداً الابيضاض النقوي الحاد في غاية الخطورة، ولها علاج صعب يستدعي غالباً اللجوء إلى زرع النخاع العظمي.
مسار علاجي طويل وصعب
بعد تشخيص الحالة، كما حصل مع أسماء الأسد، يستدعي البروتوكول العلاجي الخاص بالابيضاض النقوي الحاد الخضوع إلى العلاج الكيميائي حكماً، للسيطرة على المرض قبل القيام بأي خطوة أخرى. لكنه يكون أكثر صعوبة ويستدعي المكوث في المستشفى لمدة شهر في كل مرّة. كما انّه من العلاجات الطويلة الأمد. ووفق ما يوضحه نصر، غالباً ما تستدعي الحالة الخضوع للعلاج الكيميائي وفق شروط صارمة من العزل، وعلى إثرها لا بدّ من الخضوع إلى عملية زرع النخاع العظمي لدى توافر متبرّع من العائلة، وإلّا لا تكون الحالة قابلة للتعافي.
أعراض صعبة تلفت النظر
يؤثر سرطان الدم على عملية إنتاج الخلايا بسبب الخلية المريضة، وهذا ما يسبّب فقر الدم، مع ما يرافقه من أعراض وعلامات تنتج عادة من فقر الدم وتكون لافتة للنظر لأنّها تزيد حدّة مع مرور الوقت. هذا، إضافة إلى ضعف المناعة الحاد وكثرة التعرّض للالتهابات مع انخفاض في الصفيحات وتعرّض المريض لنزيف.
ويشير نصر إلى أنّ اللوكيميا اللمفوية تصيب غالباً الأطفال بنسبة 80 في المئة، فيما يُعتبر الابيضاض النقوي الذي أصيبت به أسماء الأسد، أكثر شيوعاً بين الراشدين.