وفق معلومات تداولتها مواقع علمية شتى، اكتشف العلماء تراجعاً في عدد الحيوانات المنوية بنسبة تتخطى الـ50 في المئة خلال أقل من 40 عاماً. وقد تبين أن هذا التراجع لا يتباطأ في دول معينة.
ومع انخفاض الأعداد إلى حد كبير، تتدهور احتمالات تلقيح البويضة. وفي الوقت نفسه، تشير الأرقام المقلقة إلى انخفاض في صحة وخصوبة الرجال، ليشكل ذلك بمثابة تنبيه للخبراء للبحث في أسباب هذا التدهور.
كذلك ربط العلماء تراجع عدد الحيوانات المنوية مع عوامل عدة مثل التعرض للمواد الكيميائية ومبيدات الحشرات والتدخين والإجهاد والبدانة. وقد يكون هناك تأثير للحياة العصرية على صحة الرجال ومن الممكن أن يشير ذلك إلى مخاطر صحية كبرى.
ويوضح الطبيب الاختصاصي في جراحة المسالة البولية والجهاز التناسلي في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الدكتور شادي واكد، أنه ثمة انخفاض فعلي في معدلات الخصوبة حول العالم. وبمقارنة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال في العام 1975، مع حالتها اليوم، يبرز حدوث تراجع ملموس في هذا المجال على مستوى العالم.
ويشار إلى إنه ليس من سبب مباشر وواضح حتى اللحظة وراء ذلك، فيما يلفت علماء كثيرين إلى تأثير عوامل ثانوية كالميل الزائد إلى الركود وقلة ممارسة النشاط الجسدي، وتراجع نوعية الغذاء، والتلوث، والتدخين بمختلف أشكاله وتأخير عمر الإنجاب. وقد يندرج ضمن تلك القائمة تأخر سن الإنجاب الرجل إلى عمر 30 أو 40 سنة، ما قد يؤدي إلى تراجع في نوعية الحيوانات المنوية وكميتها أيضاً.
في مشاكل الإنجاب
وبحسب واكد، يمكن التحدث عن مشكلة في الخصوبة لدى زوجين بعد انقضاء عام في محاولة الإنجاب ومن دون وسائل وقاية. وإذا لم يحصل الحمل، يجري البحث عن أسباب قلة الخصوبة لدى الزوجين. ويُصار إلى فحص الحيوانات المنوية من حيث الشكل والعدد والحركة لأنها كلها عوامل مؤثرة في الإنجاب. وكذلك قد يُجرى فحص جيني من النوع الحديث للحيوان المنوي يسمّى "دي أن إيه فراغمانتيشن" DNA Fragmentation الذي يحلل الحمض الوراثي النووي بحثاً عن عناصر قد تؤثر في الخصوبة.
وتشمل قائمة المشاكل المؤثرة سلبياً في الخصوبة:
- التعرض للمواد الكيميائية
- التدخين
- التلوث
- الدوالي في كيس الخصيتين
وبعد تحديد المشكلة المؤدية إلى تقليل الخصوبة، يصار إلى التعامل معها بحسب طبيعتها. وأحياناً يمكن وصف مضادات الأكسدة لتقوية الحيوانات المنوية، فيما يستدعي وجود الدوالي إجراء تدخل جراحي.
لا يُفقد الأمل إلا نادراً
بحسب واكد، هنالك تطور كبير في الطب ضمن مجال معالجة الخصوبة. ولا يُفقد الأمل إلا نادراً، لأن المعالجة ممكنة في معظم الحالات والحلول متاحة. وقد تغدو المعالجة ممكنة حينما يتدنى عدد الحيوانات في السائل المنوي إلى حدود الانعدام أو ما يشابهه.
ثمة حالات يمكن فيها أخذ خزعة من الخصية وتلقيح البويضة، وقد لا يُلجأ إلى ذلك الحل حينما يتعلق الأمر بوجود مشكلة جينية مستعصية تعيق الإنجاب. واستكمالاً، تعتبر هذه حالات نادرة جداً، وبالتالي إن حل مشكلة الخصوبة بمتناول اليد في غالبية الحالات.
وثمة أهمية كبرى للبحث عن أسباب مشكلة عدم الإنجاب لدى الزوجين معاً. وبعد فحص الحيوانات المنوية، يجب التأكد من عدم وجود مشكلة لدى المرأة، مع ضرورة التأكد من صحة الخصيتين واحتمال وجود دوالي أو مشكلة هرمونية لدى الرجل.
حلول بسيطة لزيادة الفرص
أثبتت الدراسات بشكل حاسم تأثير التدخين على الخصوبة. وإذا عان رجل مُدخِّن ضعفاً في الخصوبة، يُطلب منه مباشرة الإقلاع عن التدخين لاعتباره يؤثر على نوعية الحيوانات المنوية ونوعيتها. وفي هذه الحالة، يفترض وقف التدخين بمختلف أشكاله.
ويضاف إلى ذلك إجراءات أخرى يمكن اتخاذها وتساعد على تحسين فرص الإنجاب، وتشمل:
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي والتركيز على النظام الغذائي المتوسطي
- تجنب البدانة باعتبار أنها تؤثر سلبياً على الخصوبة.
- ممارسة الرياضة بانتظام. لكن تجدر الإشارة إلى أن الرياضة تصبح مضرة حينما يُستعان بالهرمونات بهدف تكبير العضلات، لأنها تُضعِف الحيوانات المنوية كمياً ونوعياً، ما قد يصعب علاج عدم الإنجاب إلى حد الاستحالة. لذلك، يحذر واكد من اللجوء إلى الهرمونات على غرار ما يفعل كثيرون حالياً لأنه خطر كبير يهدد الخصوبة لدى الرجل. في المقابل، لا تعتبر البروتينات التي يمكن تناولها أثناء ممارسة الرياضة مؤذية طالما أنها لا تترافق مع الهرمونات التي تشكل الخطر الأكبر.
- الابتعاد عن التعرض إلى المبيدات والمواد الكيميائية المشابهة لها.