في ظل ظروف التغيّر المناخي، يبدو واضحاً أننا نشهد ارتفاعاً في معدلات درجات الحرارة، سواءً في الليل أو في النهار. وهذا ما يتطلّب الاستعداد لظروف مختلفة لم نعتد عليها. وعلى الرغم من أن موسم الصيف لم يحل بعد، لكن من الواضح أن درجات الحرارة بدأت بالارتفاع.
من يُعتبر أكثر عرضةً للإصابة بالجلطات في أيام الحر؟
تابع الباحثون الألمان بيانات لتحديد الصلة بين الإصابات بالجلطات في إحدى المدن الألمانية ومستويات درجات الحرارة. وفي كل عام تمّ تدوين المعلومات في الأشهر التي ارتفعت فيها درجات الحرارة بشكل خاص، أي بين شهري أيار (مايو) وتشرين الاول (أكتوبر)، بحسب ما نُشر في medisite.
وفي الدراسة، ظهر ارتفاع ملحوظ في خطر الإصابة بالجلطات الدماغية في الليالي التي سُجّل فيها ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة. ويُعتبر الأشخاص الأكبر سناً والنساء الأكثر عرضة للإصابة. وبشكل خاص، سُجّلت حالات من الجلطات ترافقت مع أعراض بسيطة في العيادات بعد الليالي التي ارتفعت فيها درجات الحرارة. بشكل عام، ارتفع خطر الإصابة بالجلطة بنسبة 7 في المئة في الليالي الحارة. وقد لوحظ أن خطر الإصابة بالجلطة زاد مع مرور السنوات مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل تدريجي نتيجة ظروف التغيّر المناخي.
بين عامي 2006 و2012، كانت هناك زيادة بمعدل حالتي جلطة إضافيتين في العام. اما بين عامي 2013 و2020 فكانت هناك زيادة بمعدل 33 حالة إضافية. فمما لا شك فيه أن التغيّر المناخي يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة ليلاً بوتيرة أسرع بكثير من ارتفاعها نهاراً، وهذا ما ينعكس بشكل واضح على خطر الإصابة بالجلطة، وقد أدّى إلى ارتفاع معدلاتها في السنوات الأخيرة.
بحسب الباحثين، من الممكن أن تلعب عوامل عديدة دوراً في حصول ذلك، منها زيادة خطر التعرّض إلى جفاف السوائل في الجسم، ما يزيد أيضاً خطر الإصابة بالجلطة. إذ يُعرف أن جفاف السوائل في الجسم من العوامل التي قد تزيد احتمال الإصابة بالجلطة. كما قد تكون هناك عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً أيضاً في حصول هذه الزيادة.