بعد خطوات مبشرة في استخدام الموسيقى والفنون لعلاج عدد من الأمراض وتأهيل كوادر مدربة بهذا المجال، أشهر الأردن أول جمعية متخصصة تتولى وضع الأطر التنظيمية والتنسيق بين الجهات المعنية والاضطلاع بالدراسات والأبحاث اللازمة للانطلاق بالتجربة نحو آفاق أرحب.
وقال جاك سركيس رئيس الجمعية لـ"رويترز" في حفل إشهارها أمس الثلاثاء إن فكرة إنشاء الجمعية جاءت استجابة لواقع الحال مع ازدياد أعداد خريجي برنامج دبلوم العلاج بالموسيقى والفنون الذي أطلقه قبل عدة سنوات.
وأضاف أن البرنامج خلال سنوات قليلة أعد وأهل 33 معالجا مما استدعى تأسيس نقابة أو جمعية تنظم عمله، ومن هنا تشكلت جمعية العلاج بالموسيقى والفنون لتكون أول جمعية مشهرة في الشرق الأوسط بهذا المجال.
وقال سركيس: "لأن عمل المعالج حساس فإنه بحاجة إلى مرجعية للتأكيد على شهادة الجودة وضبط العمل لذلك من مهام الجمعية أن تصدر رخصة مزاولة مهنة له" مشيرا إلى أن الجمعية هي مؤسسة مدنية ترعاها الدولة ولها ضوابط ولوائح داخلية ونظام يحكم عملها ومنتسبيها المدربين أكاديميا وعمليا.
وأوضح أن الدور الآخر الذي ستقوم به الجمعية هو تنظيم العلاقة مع القطاعات المختلفة مثل القطاع التعليمي، والمشاركة في زيادة عدد الأبحاث والدراسات التي تختص بالعلاج بالموسيقى، لأن المراجع باللغة العربية عن هذا التخصص بسيطة جدا وليست بالمستوى الأكاديمي المطلوب، لذلك ستقوم الجمعية بدور البحث وعمل الدراسات.
وشارك عدد من ممثلي الجهات المعنية بالدولة من بينهم نقيب الفنانين الأردنيين في حفل إشهار الجمعية الذي أقيم بالمركز الثقافي الملكي في عمان وشمل استعراضا لتطبيق استخدام الموسيقى والفنون في التعامل مع حالات الإعاقات البصرية ومتلازمة داون وألزهايمر وغيرها.
وقالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار لـ"رويترز" إن "الموسيقى هي غذاء للروح وتضفي على النفس نوعا من الراحة، إذ عرف العرب العلاج بالموسيقى، منذ القدم مثل الفيلسوف الفارابي والكندي وابن سينا".
وأكدت على أهمية وجود هذه الجمعية في الأردن من أجل التدريب على التواصل والتعبير وتحفيز طاقة الإنسان من أجل التغيير كوسائل للصحة النفسية والبدنية.
وأوضحت أن العلاج بالموسيقى والفنون هو جزء من الصناعات الثقافية الإبداعية التي تتيح لمختلف الفئات مساحة لممارسة الهواية أو الاحتراف، وتوفير فرص إنتاجية جديدة للشباب.
وبينت أن جمعية العلاج بالموسيقى والفنون، هي من أولى الجمعيات التي تم تسجيلها ضمن الهيئات الثقافية التي تشتبك مع المجتمع، وهي نتاج وعي وإدراك بالحاجة الاجتماعية لمثل هذه الهيئات النوعية التي تقدم خدمة تعود بالفائدة وتحسين نوعية الحياة.
وأشارت إلى أنه ستكون هناك تشاركية مع مؤسسات أكاديمية معنية، كالمعهد الوطني للموسيقى، ومعهد الفنون التابع لوزارة الثقافة، وأكاديميات الفنون في الجامعات الأردنية.