أثارت إطلالة الأميرة كيت ميدلتون الأولى في احتفالات Trooping the colour بعد غياب دام قرابة ستة أشهر بسبب المرض، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ففيما كانت ردود الفعل إيجابية في إطلالتها الأولى بعد غياب طويل لاعتبارها بدت بحال جيدة، أثيرت تساؤلات عديدة بشأن ملامح المرض وآثار العلاج التي لم تظهر عليها، خصوصاً في ما يتعلق بشعرها. إذ توقع كثيرون قبل أن تطل أن يكون شعر الأميرة قد تساقط بسبب العلاج الوقائي الذي تخضع له بعد تشخيص المرض لديها. إلا أنها اعتمدت تسريحة بدا فيها شعرها طبيعياً وبدا واضحاً أنها لم تواجه مشكلة تساقط الشعر. حتى أن البعض ذهب إلى التساؤل في التعليقات حول ما إذا كانت الأميرة فعلاً مريضة. علماً أنها كانت قد أعلنت في فيديو مصوّر قبل أشهر عن إصابتها بالسرطان وبأنها تتبع علاجاً وقائياً للتعافي تماماً من المرض، بحسب مشورة الأطباء، ما شكل صدمة لمحبيها.
هل تسبب كل علاجات السرطان تساقط الشعر؟
وفق ما أوضحه الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور جوزيف قطان مع ظهور العلاجات الحديثة للسرطان من علاجات مناعية وعلاجات موجّهة، لم تعد مشكلة تساقط الشعر موجودة فيها. ففي نصف حالات السرطان، يتم اللجوء إلى هذه العلاجات المتطورة التي لا تسبب تساقط الشعر. إذ تصيب العلاجات الموجهة الخلايا الخبيثة حصراً. هي تصيب الهدف وحده. ويعالج نصف مرضى السرطان بهذا النوع من العلاجات التي تعتبر من الأدوية الذكية. أما الأدوية غير الذكية فهي تصيب أي خلية تتكاثر، وقسم كبير منها يسبب تساقط الشعر، وتشكل نصف أدوية العلاج الكيميائي التقليدية، فيما النصف الثاني يسبب تساقطاً خفيفاً في الشعر يكاد لا يكون ظاهراً.
أما اختيار الأدوية المعتمدة في العلاج فلا يكون على أساس تساقط الشعر لاعتباره ليس المعيار الأساسي بحسب قطان، بل بحسب نوع المرض وأنواع العلاجات المناسبة له للقضاء عليه بفاعلية. على سبيل المثال، غالباً ما تواجه المرأة هذه المشكلة مع سرطان الثدي لاعتبار أنه توصف في هذه الحالة أدوية العلاجات الكيميائية التقليدية التي تؤدي إلى تساقط الشعر، ما يفسر عدد النساء اللواتي يواجهن مشكلة تساقط الشعر بما أن أعداد النساء المصابات بسرطان الثدي تعتبر مرتفعة. كما أنه في مثل هذه الحالات يوصف العلاج الوقائي قبل العملية أو بعدها، وهي طريقة معتمدة من الثمانينيات ولا تزال معتمدة إلى اليوم. مع الإشارة إلى أن الشعر يتساقط عادةً بعد أسبوعين أو ثلاثة من الجلسة الأولى من العلاج الكيميائي.
أما في حالات سرطان القولون مثلاً الذي يعتبر أيضاً من السرطانات الشائعة، فلا تسبب الأدوية المعتمدة في العلاج الوقائي تساقط الشعر. وبالتالي حتى في حال اعتماد العلاج الوقائي، الذي يعتمد عادةً بعد العملية التي تجرى لاستئصال الورم للقضاء على الخلايا الخبيثة التي يمكن أن تكون مختبئة وتسبب انتكاسة وعودة المرض، من الممكن أن تعتمد أدوية تسبب تساقط الشعر أو أخرى لا تسبب تساقط الشعر بحسب نوع المرض.
من جهة أخرى، يشير قطان إلى وجود الخوذة المبرّدة التي يمكن أن تستخدم في معظم أنواع السرطان لحماية فروة الرأس فتمنع تساقط الشعر بنسبة كبيرة منه. ومن أصل 10 سيدات يعتمدنها تتجنب تسع تساقط الشعر. وبالتالي هي تظهر فاعلية عالية في معظم الحالات. علماً أن الخوذة تستخدم قبل العلاج الكيميائي وبعده وتسبب انقباضاً في الشرايين في الرأس. لكن لا تستخدم في علاجات سرطانات الدم لأن اعتمادها قد يمنع بلوغ الدواء إلى خلايا خبيثة موجودة في الرأس.