النهار

كي تكافح سرطان الجلد؟ إليك قائمة بكيفيّة التّعامل مع أشعّة الشّمس
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
مع حلول موسم الصيف، تتحوّل فكرة اكتساب اللون البرونزي إلى هاجس الحصول على إطلالة لها جاذبيتيها القوية. ولا يخلو ذلك من المخاطر. ففي كل مرّة يتمّ فيها اكتساب لون برونزي، يحصل الضرر وتحصل طفرات جينية تزيد خطر التعرّض إلى سرطان الجلد.
كي تكافح سرطان الجلد؟ إليك قائمة بكيفيّة التّعامل مع أشعّة الشّمس
تعبيرية
A+   A-
مع حلول موسم الصيف، تتحوّل فكرة اكتساب اللون البرونزي إلى هاجس الحصول على إطلالة لها جاذبيتيها القوية. ولا يخلو ذلك من المخاطر. ففي كل مرّة يتمّ فيها اكتساب لون برونزي، يحصل الضرر وتحصل طفرات جينية تزيد خطر التعرّض لسرطان الجلد.
 
ويزيد الخطر مع أسرّة التسمير التي يلجأ إليها كثيرون في هذه الفترة من السنة، بغية تسريع عملية اسمرار البشرة. وإضافة إلى الأضرار القصيرة المدى، ثمة أخرى لا تظهر آثارها مباشرة بل في المدى البعيد، وهي الأكثر خطورة.
 
أضرار مباشرة وأخرى بعيدة المدى
 
لا يركّز كثيرون في فصل الصيف إلّا على فوائد أشعّة الشمس التي لها منافع كثيرة، لكن الإفراط في التعرّض لها لا يخلو من المخاطر.
 
يشير الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور عمر أبو حمدان، إلى الأشعة ما فوق البنفسجية من الأنواع "أ" و"ب" و"ج"، التي هي مضرّة جداً للإنسان. ويرتبط كل نوع بأضرار معيّنة. ويؤدّي نوع منها إلى تسريع عملية الشيخوخة، لأنها تجعل مادة "كولاجين" [الموجودة في الغضاريف وداخل نسيج الجلد] أكثر قابلية للتكسّر، ما يسبّب ظهور علامات التقدّم في السن.
 
ويتمثل الشيء الأكثر خطورة بنوع من الأشعة ما فوق البنفسجية يؤذي الحمض النووي للجلد، ما يعرّض الإنسان مستقبلاً لسرطان الجلد.
 
وثمة آثار تظهر بشكل مباشر كالتصبّغات الجلدية، لكنها ليست سوى آثار قصيرة المدى. 
 
 
ويُشار إلى أن اسمرار البشرة يمثل ردة فعل منها حيال الأذى الناتج من أشعة الشمس، ما يجعلها تفرز مادة "الميلانين" كي تحمي نفسها، لكن تلك المادة تسبب تلوّن البشرة.
 
ويزيد الخطر أكثر لدى التعرّض لحروق.
 
وبالنسبة إلى أسرّة التسمير، يشدّد أبو حمدان على أنها الخطر الأكبر، حتى في حال التعرّض لها لمدة قصيرة، ويشير إلى أنها تزيد خطر الإصابة بنوع خطير من سرطان الجلد يسمّى "ميلانوما"، يتميز بالقدرة على الانتشار السريع في الجسم. 
 
 
وبما أن معظم الناس يرغبون في اكتساب لون برونزي في أيام الصيف، ينصح أبو حمدان بالتعرّض التدريجي لأشعّة الشمس واكتساب اللون البرونزي بالتدريج، ما يخفف من الضرر الناتج من ذلك.
 
ويبقى أن حماية البشرة مسألة ضرورية عبر اعتماد كريم الوقاية من الشمس.
 
الأكثر عرضةً للخطر
الأشخاص الذين يتمتعون ببشرة فاتحة وعينين زرقاوين هم الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد من جراء التعرّض لأشعة الشمس، إذ تقلّ لديهم القدرة على إنتاج "الميلانين"، على العكس من أصحاب البشرة السمراء.
 
لذلك، على من يتمتعون ببشرة فاتحة أن يحموا أنفسهم بمعدلات كبرى، لكونهم أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد. ويبقى شيء من الخطر يهدّد الجميع.
 
ويشير أبو حمدان إلى وجود أنواع عدة من سرطانات الجلد، بعضها ينمو ببطء شديد ولا ينتشر في الجسم، لكنه يتكاثر وقد يصعب  استئصاله.
 
 
علامات تُنذر بالخطر
ثمة علامات معيّنة تدعو إلى الحذر بشأن احتمال الإصابة بسرطان الجلد. ومن الضروري فحص الجلد باستمرار للتأكّد من أيّ تغيير فيه، إضافة إلى أهمية استشارة الطبيب، خصوصاً بالنسبة لمن لهم بشرة فاتحة، أو تاريخ عائلي من حالات سرطان جلد.
 
وأيّ تغيير في الجلد أو في شامات أو علامات موجودة أصلاً، يستوجب التحقق منه.
 
تحذير
في موسم الصيف، تكثر الأخطاء التي قد تؤدّي إلى نتائج يصعب التعامل معها. ويشمل ذلك:
 
- اكتساب لون برونزي عبر التعرّض الكثيف لأشعة الشمس
 
- اللجوء إلى أسرّة التسمير
 
- الامتناع عن حماية البشرة، وعدم استعمال كريمات الوقاية، أو وضع كمية غير كافية منها، وعدم تجديدها كل ساعتين.
 
- التعرّض لأشعّة الشمس في ساعات الذروة.
 
- إهمال مواضع معيّنة في الجسم كالأذنين مثلاً ورأس الرجل الأصلع. كما يتوافر حالياً مرطب شفتين مع درجة حماية معينة لحماية الشفتين من أشعة الشمس. 
 
 
اختيار كريم الوقاية المناسب للبشرة؟
 
هناك قواعد ذهبية يجب التمسّك بها صيفاً عند اختيار كريم الوقاية من الشمس:
 
- اختيار كريم بدرجة حماية مناسبة لنوع البشرة. وينُصح باعتماد كريم الوقاية من الشمس بدرجة الحماية "إس بي أف 50" 50 SPF لذوي البشرة الفاتحة، خصوصاً إن كانوا يعيشون في مناطق يتعرّضون فيها بكثرة لأشعة الشمس. ومن المفترض أن تكون درجة الحماية بشكل عام 30 SPF وما فوق.
 
- من الطبيعي أن يفضّل الكل كريم الوقاية من الشمس الذي يمتصّه الجلد سريعاً، ولا يعود ظاهراً.
 
- بين الكريم المعدني والكريم العضوي أو الكيميائي: يؤمّن الكريم بالتركيبة المعدنية حماية أفضل بقليل، لكن تركيبته أكثر سماكة ويشكّل طبقة بيضاء سميكة لدى استخدامه. وهذا النوع من الكريمات آمن أكثر للحوامل ومن يعانون حساسية جلدية. وتؤمّن الكريمات ذات التركيبة الكيميائية حماية جيدة، وملمسها مفضل لكثيرين، ولا تظهر على البشرة.
 
- يجب اختيار كريم وقاية خاص للوجه، لأنه يتعرّض أكثر لأشعّة الشمس، وهو ليس محميّاً. هذا ما يجعله عرضةً للشيخوخة ولسرطان الجلد. والأفضل اختيار كريم وقاية له مواصفات معينة كأن يحتوي على عناصر مضادة للشيخوخة وأخرى مكافحة للبقع الداكنة.
 

اقرأ في النهار Premium