لا شك في أن القهوة قاسم مشترك بين مجتمعات العالم وثقافاته المختلفة، وفي أنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب، ولها حصة كبيرة في المناسبات الاجتماعية واللّقاءات بين الأصدقاء والأحبة والعائلات، حتى صارت من أساسيات حياتنا اليومية إلى درجة أن معظمنا لا يمكنه استهلال نشاطه اليومي إلا بعد احتساء فنجان قهوة. كما بتنا نبتكر الأساليب والطرق لتحضيرها بنكهات مختلفة.
لكن هذه القهوة اللذيذة عامرة بالكافيين، وهو منبّه شائع، موجود أيضاً في الشاي ومشروبات الطاقة. ولهذا، يُنصح دائماً بتجنب الإفراط في استهلاكها، فخير الأمور أوسطها.. وإلا قد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية عديدة على الصحة، هذه أهمها:
1. التوتر والقلق: يمكن جرعات عالية من الكافيين أن ترفع منسوب القلق، فيزداد التوتر. والسبب هو تأثير الكافيين المنبه على الجهاز العصبي المركزي، الذي يمكن أن يضاعف استجابات التوتر ويفاقم اضطرابات القلق.
2. الأرق: الكافيين من أشهر المواد المسببة للأرق. فبتنبيهه الجهاز العصبي المركزي، يعزز الشعور بالنشاط. ولهذا، تؤثر الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين على جودة النوم، وينصح بالامتناع عن استهلاك القهوة بين ست وثماني ساعات قبل الخلود إلى النوم.
3. مشكلات في الجهاز الهضمي: الإفراط في تناول الكافيين سبب للشعور بالحموضة المعوية،إذ يحفّز إنتاج حمض المعدة، ويزيد الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة، ويفاقم التهاب المعدة وتقرحاتها.
4. مشكلات في القلب والأوعية الدموية: تشير الدراسات إلى أن القهوة تسبب الإصابة بتصلب الشرايين، الأمر الذي يزيد الضغط على القلب، ويؤدي بالتالي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات. وربما يسبب الكافيين ارتفاعاً في الضغط الدموي حتى لو لم يكن الإنسان مصاباً بمرض ضغط الدم المرتفع. لذا، يُنصح من يعانون أمراضاً في القلب أو ارتفاعاً في ضغط الدم بتجنب القهوة قدر الإمكان.
5. داء السكري: على المريض بداء السكري أن يحدّ من تناول القهوة، وأي مشروب يحتوي على الكافيين، إلى حدود دنيا. فهذا يحدّ من فعالية الإنسولين، فتكون النتيجة ارتفاعاً في مستويات السكر الدمي (أو انخفاضاً). حينها، يصعب على المريض التحكم بمستوى تركيز السكر في الدم.
6. الاضطراب العصبي: يمكن الكافيين أن يزيد أعراض الاضطراب العصبي، فتتافق النوبات عند يعانون الصرع، ويزداد الارتعاش عند مرضى باركنسون. وفي الحالتين، تصعّب القهوة عملية العلاج.
7. غلوكوما (المياه الزرقاء) وصحة العين: يمكن الكافيين أن يرفع الضغط داخل العين، فتتفاقم حالة المياه الزرقاء. على الذين يعانون هذه المشكلة أن يحدّوا من استهلاك الكافيين لتجنب تفاقم أعراضها، وإلا تعرضت عيونهم للمزيد من الضرر.
8. مشكلات في التحكم بالمثانة: الكافيين مدرٌّ للبول، وهذا يعني الذهاب المتكرر إلى الحمام بعد احتساء كمية كبيرة من القهوة يومياً، وقد يواجه بعض الأشخاص صعوبات في التحكم بالمثانة.