النهار

 عانى البشر على مر العصور مشكلة ورم إبهام القدم (الوكعة). وهذا الورم نتوء عظمي يتكوَّن على المفصل عند قاعدة إصبع القدم الكبيرة، يحدث عندما تتحرك بعض العظام في الجزء الأمامي من قدمك عن مكانها.

يؤدي هذا إلى سحب طرف إصبعك الكبيرة نحو الأصابع الأصغر، ويُجبر المفصل عند قاعدة إصبع قدمك الكبيرة على البروز. وقد يحمر الجلد فوق الورم ويزداد إيلاماً.

على ذمة أهل الآثار والتاريخ، الأوكاع موجودة منذ القِدَم. وتكثر أدلتهم على ذلك، من آثار أقدام تعود إلى ما قبل التاريخ في إنكلترا، إلى مومياوات مصرية قديمة. وتبين أن 27 في المئة من الهياكل العظمية لأشخاص دفنوا في كامبريدج وحولها خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر تحمل أدلة هيكلية على هذه الأورام، مقارنة بستة في المئة فقط من الآثار البشرية التي تعود إلى قرون سابقة. يعزو الباحثون هذا الأمر إلى ظهور أحذية 'بولين' في العصور الوسطى، وهي أحذية جلدية طويلة ذات طرف مدبب.

الوكعة الإبهامية، بحسب "ناشيونال جيوغرافيك"، تشوّه في القدم يميل فيه الإبهام نحو الأصابع الأخرى، ما يؤدي إلى بروز مفصله. وهذا خلل يسبب ألماً عصبياً حاداً وخدراً والتهاباً في الجلد مع تورمه واحمراره، كما يؤدي أحياناً إلى تشوهات أخرى، مثل الأصابع المطرقة أو المخلبية. 

هناك نوع أقل شيوعاً يسمى أوكاع الخياط ويؤثر على مفصل الإصبع الصغيرة.

ما زال السبب الحقيقي لظهور الأوكاع غير واضح، لكن العامل الوراثي يؤدي دوراً كبيراً في ذلك.

فقد وجدت دراسة أجريت في عام 2007، شارك فيها 350 شخصاً مصابين بالأوكاع المؤلمة، أن 90 في المئة منهم يتحدرون من عائلات فيها حالات إصابة بالأوكاع. إلى ذلك، يقول الدكتور تيموثي ميلر، الاختصاصي في القدم والكاحل في فلوريدا، لموقع "ناشيونال جيوغرافيك" إن ذوي الأقواس المنخفضة أكثر عرضة للإصابة بالأوكاع، بسبب مرونة الأربطة والعضلات المحيطة بالإبهام.

يمكن إبطاء تكوّن هذه الأوكاع باستخدام أحذية داعمة وعلاج للألم، وبالتمدد والأدوية. لكن، عندما تتشكل الأوكاع وتنتأ، فآخر الدواء.. الجراحة. 

يقول ميلر إن بعض المرضى يلجأون إلى طرق شتى للخلاص من هذه الحالة، ويعتقدون أن ملح إبسوم أو خل التفاح يشفيهم، "لكن هذه العلاجات ليست فعالة أبداً، والإنترنت هو أحد أسوأ الأماكن للحصول على معلومات موثوقة عن الأوكاع"... وعن غيرها أيضاً.