كشفت دراسات حديثة عن دور الدماغ في ربط الموسيقى بالحركة وكيف تُحفّز مشاعر الاستمتاع بالإيقاع (Groove) من خلال توقّعاتنا ونظامنا الحركي.
وأشارت الدراسات إلى أن أدمغتنا تحب التنبؤ بما سيحدث، وعندما تُقدّم لنا الموسيقى إيقاعاً منتظماً مع بعض المفاجآت المتوقعة، تحفّز شعوراً ممتعاً بـ"الإيقاع"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وذكر باحثون أنّه حتى الأطفال الرضع الذين يبلغون من العمر 3 أشهر يتحرّكون تلقائياً على أنغام الموسيقى عندما يستمعون إلى أغنية " Everybody " لفريق "Backstreet Boys".
ويُعد هذا الشعور مُرتبطاً بنشاط الدماغ في مناطق المكافأة والتحفيز، حيث تحفّز الموسيقى إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يُعزّز مشاعر السعادة والرضا، بحسب نتائج دراسة تصوير الأعصاب التي أجريت عام 2020.
ووجدت دراسة أن الموسيقى ربّما تكون وسيلة علاجية غير دوائية للتدهور المعرفي الطبيعي المرتبط بالشيخوخة.
وأوضحت الأبحاث النفسية والعصبية أن ظاهرة الإيقاع تكشف عن شيء أساسي بشأن كيفية عمل أدمغتنا، إذ نستمتع بمحاولة التنبؤ بكيفية سير الموسيقى ونتحرّك لمساعدتنا في إجراء هذا التنبؤ.
وذكرت الأستاذة المساعدة للموسيقى في جامعة برمنغهام البريطانية ماريا ويتيك أنّه "عندما لا يكون الإيقاع الموسيقي قابلاً للتنبؤ بشكل كامل، فإنّه يدعونا إلى التحرّك وملء الإيقاع".
وأضافت: "الموسيقى تتطلّب منا التحرّك لكي تكون كاملة، حيث إن قوّة الإيقاع تكمن في أنّه يجعل الموسيقى عملية موزّعة نشارك فيها بنشاط".
لكن ليس كل موسيقى تُحفّز الإيقاع، إذ تفيد دراسات بأن الموسيقى ذات التعقيد الإيقاعي المتوسّط هي الأكثر إثارة لهذا الشعور، إذ تُوازن بين التنبؤ والمفاجأة ما يحفّز الدماغ على المشاركة في التنبؤ بالحركة التالية.
وعلى صعيد آخر، تلعب حركة الجسد دوراً أساسياً في الإيقاع، حيث تشير الدراسات وفق "واشنطن بوست"، إلى أن تحريك الرأس أو التصفيق أو الرقص يُعزز شعور الإيقاع من خلال ربط الإشارات السمعية والحركية في الدماغ.
وتلعب الموسيقى دوراً اجتماعياً هامّاً أيضاً، إذ تشير الدراسات إلى أن التزامن بين الناس في الحركة على الموسيقى يُعزّز مشاعر الترابط والانتماء.