النهار

بعد تناول أطعمة معينة... هل خطر الحمى المالطية موجود؟
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
في كثير من الأحيان، لا تُشخّص حالة الحمى المالطية في مراحل مبكرة لتشابه أعراضها مع تلك التي للإنفلونزا أو لأي مرض فيروسي آخر، ما يزيد خطر التعرّض لمضاعفات المرض.
بعد تناول أطعمة معينة... هل خطر الحمى المالطية موجود؟
تعبيرية
A+   A-
في كثير من الأحيان، لا تُشخّص حالة الحمى المالطية في مراحل مبكرة لتشابه أعراضها مع تلك التي للإنفلونزا أو لأي مرض فيروسي آخر، ما يزيد خطر التعرّض لمضاعفات المرض.
يوضح طبيب الصحة العامة ومدير مركز الهواري الطبي الدكتور حسين الهواري، أن التأخير في التشخيص ليس لمصلحة المريض، ومن الضروري اللجوء إلى الطبيب لدى ملاحظة تلك الأعراض المرتبطة بالمرض، على إثر تناول أطعمة معينة يمكن أن تكون سبباً للإصابة بالحمى المالطية.
ما هي الحمى المالطية؟
 
الحمى المالطية مرض جرثومي له أسماء عدة منها حمى البحر الأبيض المتوسط. وأحدها الأكثر شيوعاً وتظهر في نسبة 70 في المئة وهي الأكثر خطورة. تنتقل الحمى المالطية من الحيوان إلى الإنسان عبر تناول الأطعمة الحيوانية المصدر كاللحوم النيئة او الحليب أو أجبان البقر أو الغنم غير المعقمة. وبالتالي هي تصيب بشكل خاص الأشخاص الذين يتناولون الحليب أو اللبن الذي لم يخضع لعملية التعقيم أو الأطباء البيطريين، أو من يعملون في المزارع والمراعي أو الجزارين.
 
هل تظهر أعراض المرض مباشرة بعد تناول الطعام؟
تظهر أعراض المرض عادةً خلال أسبوع إلى شهر، على خلاف باقي أنواع التسمم الغذائي التي تظهر بعد ساعات من تناول الطعام. أما الأعراض التي تظهر عندها:
-ارتفاع في الحرارة 
-تعرق زائد
-تعب عام
-ألم في المفاصل وفي اسفل الظهر 
-تقيؤ
-إسهال.
يعتقد البعض في الأيام الاولى أن الأعراض التي ظهرت ناتجة من الإصابة بالإنفلونزا، لكن مع استمرارها وتطورها من الطبيعي أن يشكّك الطبيب بالحمى المالطية. يُجري عندها فحصاً خاصاً يؤكّد ما إذا كانت فعلاً إصابة بالحمى المالطية. هذا، ولا بدّ من الإشارة إلى أن كثيرين قد يصابون بها ولا يدركون أنها إصابة بالحمى المالطية، خصوصاً أن ارتفاع الحرارة قد لا يكون مستمراً طوال الوقت، بحيث يعتقد المريض أنها إصابة بفيروس عادي. لذلك من الضروري استشارة الطبيب لإجراء الفحص اللازم لتأكيد الإصابة. 


كيف يمكن تجنّب الإصابة بالحمى المالطية؟
وفق ما يوضحه الهواري، نُعتبر من الشعوب التي تتناول اللحوم النيئة، والتي تُعتبر بالتالي عرضة للإصابة بالحمى المالطية. وفي بلادنا لا تخضع الحيوانات لعملية تلقيح وإشراف للأطباء البيطريين ومراقبته، ما يزيد من احتمال الإصابة بها من الحيوان المصاب. كما يجب تجنّب تناول حليب طازج أو مشتقات الألبان والأجبان والقريشة التي لم تخضع لعملية الغلي.
 
أما بالنسبة للأطباء البيطريين والعاملين في مجال يكثر فيه التعامل مع حيوانات قد تكون مصابة، فيجب أن يلتزموا بإجراءات الوقاية لتجنّب خطر الإصابة.
بشكل عام، من المفترض:
- تجنّب تناول اللحوم النيئة بخاصة في الصيف، حيث يزيد احتمال تكاثر البكتيريا
-غلي الحليب جيداً
-تناول اللبن المبستر
-حفظ الأطعمة على حرارة مناسبة في الثلاجة.

كيف تُعالج الحمى المالطية؟
هناك نوعان من العلاجات، كلاهما يؤخذ خلال أسابيع عدة للتخلّص تماماً من الجرثومة. لكن ثمة حالات تزيد فيها المضاعفات، ولو كانت نادرة، خصوصاً من يعانون ضعفاً في المناعة أو أمراضاً معينة او في حال عدم التشخيص المبكر، يمكن عندها أن يصاب الجهاز العصبي بشكل أكثر خطورة وأيضاً الدماغ. وقد يحصل تضخم في الطحال والكبد، وأكثر بعد، يمكن أن يطال المرض صمامات القلب أو غشاء القلب، ما قد يؤدي أحياناً إلى الوفاة. هذا، إضافة إلى إمكان إصابة الخصيتين. في مثل هذه الحالات قد يدوم العلاج خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر أو حتى سنة.
 
تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الحالات تشفى تلقائياً ومن دون التعرّض لمضاعفات. لكن قد تأتي نتيجة الفحص إيجابية خلال أشهر أو سنوات حتى. ومن الممكن أن تتكرّر الإصابة وتصبح مزمنة وتتطلّب المعالجة المناسبة. هذا ما يؤكّد على ضرورة عدم الاستخفاف بهذه الحالة التي يمكن أن تكون لها تداعيات لا يستهان بها. 

هل تنتقل الحمى المالطية من إنسان إلى آخر بالعدوى؟
نادراً ما يحصل ذلك، بحسب ما يوضحه الهواري، لكن هناك احتمالاً بانتقال المرض. في المقابل، لا بدّ من التوضيح أن إصابة الحامل بالمرض قد تؤدي إلى الإجهاض.




اقرأ في النهار Premium