تتجه الأنظار اليوم نحو فحص بسيط وغير مكلف يمكن أن يشكل وسيلة جديدة للكشف عن التوحد. فقد اكتشف الباحثون وجود فوارق ثابتة بين ميكروبات الأمعاء الموجودة لدى المصابين بالتوحد والأشخاص الذين لا يعانون الحالة نفسها. بحسب ما نشر في The Guardian يمكن لفحص بسيط للغائط أن يكشف بصورة مبكرة عن الإصابة بالتوحد.
كيف تشخص عادةً حالة التوحد؟
عادةً، قد يستغرق التشخيص المثبت للإصابة بالتوحد فترة يمكن أن تمتد طوال 3 أو 4 سنوات في حال الشك. كما يمكن أن تمتد هذه الفترة حتى 6 سنوات في بعض الحالات. أما بالاستناد إلى هذا المعيار فهناك فاعلية عالية مع الأطفل الذين هم دون سن 4 سنوات، ما يسمح بتسهيل التشخيص المبكر.
وكانت معدلات التوحد قد ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً في العقود الأخيرة. لكن قد يكون السبب وراء ذلك زيادة الوعي حول الموضوع وتطور سبل التشخيص لهذه الحالة. حتى أنه في بريطانيا، من المتوقع أن يكون شخص من 100 مصاب بدرجة معينة من التوحد.
ما الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟
أظهرت دراسات على توائم أن التوحد ينتج في نسبة 60 إلى 90 في المئة منه من العامل الجيني. لكن في الوقت نفسه، هناك عوامل أخرى يمكن أن تساهم في ذلك أيضاً:
- أن يكون الأهل في سن متقدمة عند الإنجاب
- التعرض لمضاعفات أثناء الولادة
- التعرض للهواء الملوث
- التعرض للمبيدات الكيماويات خلال الحمل
هذا، وتراوح درجات التوحد ما بين العلامات التي تظهر عدم تجاوب الطفل والرد عند مناداته باسمه وتجنب التواصل بالعينين، وصولاً إلى الحالات التي تكون فيها صعوبة في الفهم والشعور بالقلق عند حصول تغيير في الروتين اليومي.
ما الذي كشفته الدراسة الجديدة؟
اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون التوحد لديهم بكتيريا أقل تنوعاً في الجهاز الهضمي. لكن لم يتم التأكيد ما إذا كان ذلك ناتجاً من التوحد بشكل أو بآخر أو ما إذا كان يساهم في ذلك. فيبقى ذلك موضوع جدل. للتوصل إلى هذه النتائج، تم تحليل عينات من الغائط بلغ عددها 1627 لأطفال تراوح أعمارهم بين سنة و13 سنة، ومنهم من كانوا مصابين بالتوحد. وتم التحقق من العينات للتأكد من نوع البكتيريا الموجود ومن الفيروسات أو الفطريات. وبدا واضحاً أن جراثيم المعدة تختلف لدى الأطفال المصابين بالتوحد بالمقارنة مع من ليسوا مصابين بها، وكان من الممكن تمييز الأطفال المصابين بالتوحد بدقة بلغت 82 في المئة على أساس 31 جرثومة ووظائف حيوية معينة في الجهاز الهضمي.
وبحسب الباحثين، فيما يلعب العامل الجيني دوراً في الإصابة بالمرض، يمكن للميكروبيوم أن يكون من العوامل التي تساهم في ذلك أيضاً عبر التأثير على الاستجابة المناعية.